سعد الدين إبراهيم

ديمقراطيون..لا..


[JUSTIFY]
ديمقراطيون..لا..

هل نحن ديمقراطيون في المنشط والمكره .. في العمل وفي الأسرة .. أي ديمقراطي فينا؟.. ولا يوجد فينا للأسف ديمقراطي.. على أحسن الأحوال لدينا مبشرون بالديمقراطية.. هل للمدير في أي مؤسسة دستور؟.. هل يحترم اللائحة؟ لائحة العمل هذا إن اطلع عليها.. هل القائد في إي مجتمع سياسي.. رسمي.. مدني يتعامل بوحي دستور أو لائحة أو حتى أعراف؟ ادرسوا وتأملوا..

نحن ديكتاتوريون في تربيتنا وفي بيئتنا وفي سلوكنا.. لا نقبل الرأي الآخر.. وهذه للأسف ليست ثقافتنا.. هذه ظاهرة جديدة على مجتمعنا.. ثقافتنا تقبل بالآخر.. وكانت لدينا فرصة كبيرة في دعم الحوار بين الثقافات.. لكننا ضيعنا الفرصة بأنانيتنا واستبدادنا..

يضغط علينا الديكتاتور في العمل فنمارس الاستبداد في بيوتنا على زوجاتنا وأولادنا.. فتصبح الزوجة والأبناء مثلنا ، فمثلما أطفأنا فيهم مرارة إذلالنا في العمل أو من تعسف السلطات، يتحولون هم إلى مستبدين.. الزوجة مع أولادها.. والأولاد كبيرهم مع صغيرهم.. و ذكورهم مع إناثهم..

الأب للأسف الشديد والعمدة والطبيب والمثقف وكل قادة المجتمعات المحلية ومنظمات المجتمع المدني ذاتها، هل تحكمها دساتير أو أعراف حتى.. لا توجد.. بل نسلك في الحياة برأينا المبني على عاطفتنا في الغالب .. قبل أن ننادي بالديمقراطية التي لن تكون بلا حس ديمقراطي .. والحس الديمقراطي ثقافة وتربية وتعليم.. تعالوا نبحث عن إجابة غير مكابرة لسؤال

صعب .. هل نحن ديمقراطيون؟

ولا يعني هذا إن الديمقراطيه التي ننادي بها ستحل مشكلة الكذب.. لأن تكوين أحزاب واقتراع وصناديق انتخابات وقضاء مستقل وجيش قابع في الثكنات .. ومجتمع مدني رشيد.. كل هذه لا تقيم الديمقراطية.. تقيم أشكالاً متشبهة بالديمقراطية..

فالجاهل والعنصري والمتشدد العقائدي .. لن يختار الأصلح بأي حال من الأحوال.. سيختار عدوه ربما.. سيختار المنتمي إلى جهته أو قبيلته وليس الأصلح والأنسب.. سيختار زميل العقيدة وليس الأصلح لأن الجنس للجنس رحمة.. وأنا وأخي على ابن عمي بغض النظر عن عدالة أخي أو عدم عدالته.. وأنا وابن عمي على الغريب بغض النظر عن كون الغريب صاحب حق..

صحيح بالأمس قلت لكم لنتحصن ضد الإحباط والآن أقول لكم عبورنا للإحباط واجتيازنا لمنطقة اليأس، لن تتم إلا بخلق مجتمع ديمقراطي حقيقي في بيتنا.. وفي مكتبنا .. وفي معملنا .. في السكون والحركة.. في الهجعة والترحال..

لسنا ديمقراطيين.. فلنكن على الأقل مشاريع لديمقراطيين.. والله يولي من يصلح!!
[/JUSTIFY]

الصباح..رباح – آخر لحظة
[EMAIL]akhirlahzasd@yahoo.com[/EMAIL]