سعد الدين إبراهيم

رحل شاعر الثورة


[JUSTIFY]
رحل شاعر الثورة

رحل (الفاجومي) أحمد فؤاد نجم عن عمر بلغ الـ 84 عاماً.. قضى بعضها في السجون وكلها في الشجون.. روح الثائر فيه تمازجت مع وجدان المتمرد في فضاء لا منتم.. عليه رحمة الله كنت قد كتبت عنه أكثر من مرة.. عثرت على هذه الزاوية يعيش أهل بلدي ونشرتها في باب (النشوف آخرتا) بجريدة الصحافة أيام الشراكة الذكية في بداية سنة 2006 في 29 يناير العدد4540

يعيش أهل بلدي

من الطبيعي أن تتبدل قناعات الناس.. وأن يغير المرء تفكيره السياسي.. أو يبدل انتماءه الفكري بقناعات.. وبدونها.. تحيرني هذه المتغيرات خاصة عندما أتابع البرامج التي يقدمها شاعر العامية المصري المناضل بالكلمات في الستينيات والسبعينيات.. وكانت قصائده بمثابة منشورات نارية تسرب إلى العواصم العربية.. وتجيئنا في السودان مكتوبة، في حين إنها مسجلة على شرائط ومغناة بصوت المغني الشعبي الشيخ أمام.

برامجه تقدم نماذج للثراء الفني الذي إضافه بعض نجوم مصر.. ويقدمه في محبة لا تتسق مع قصائده النارية التي شتمهم فيها في المرحلة السابقة.. من أشهر قصائده الحارقة كلب الست.. والمقصودة الفنانة القديرة (أم كلثوم).. والحكاية أن كلبها (فوكس) عض مواطناً، وبسبب شهرتها وسطوتها جعلوا الكلب هو المعتدى عليه: موضوعنا كيف وصف أم كلثوم حينها.. قال:

في الزمالك من سنين üüü وفي حمي النيل القديم

قصر من عصر اليمين üüü ملك واحدة من الحريم

صيتها أكثر من الأدان üüü يسمعوه المسلمين

والتتر والتُركمان üüü والهنود والمنبوذين

ست فاقت ع الرجال üüü في المقام والاحترام

صيت وشهرة وتل مال üüü يعني في غاية التمام

ليها كلمة في الحكومة üüü بس ربك لجل حكمة

قام حرمها م الأمومة..

ثم تمضي القصيدة تحكي الواقعة المشهورة.. لكنه جرد الست وعاب عليها حتى حرمانها من الأمومة، والذي لا يد لها فيه.. مما يعني إنه سلط عليها عينه الشريرة تماماً.. وتعال أسمع عم نجم في برامجو يتغزل فيها كيف! .. فاجأني بحلقة رائعة كلها حب وهيام في الشاعر صاحب المواهب المتعددة (صلاح جاهين)، بل قرأ بعض أشعاره مستشهداً بأصالته الفنية.. إذا عدت إلى أشعاره تجده مرمط به الدنيا. فقال عنه وكان شاعراً معروفاً بالبدانة الشديدة، وكان مشهوراً في تلك الأيام بسبب فيلمه الاستعراضي الذي كسر الدنيا، خاصة أن النجمة سعاد حسني غنت فيه ورقصت ومثلت، وهو فيلم (خلي بالك من زوزو)، أنظر شتيمته آنذاك لصلاح جاهين:

شاعر بيتخن من بوزو üüü ممكن تخوف بو عيالك

نازل يقزقز قزقوزو üüü حتتك يمينك وشمالك

بقى مليونير واللي يعوزو üüü يلقاه في إيدو عقبالك

وخلي بالك من زوزو üüü وخلي زوزو من بالك

_ وقدم حلقة أروع مايكون، تجسد فيها الوفاء والاحترام ورد الاعتبار

للكاتب الراحل إحسان عبد القدوس, هذا الذي كتب عنه ذات مرة (سنسونة المعتبر)..

كان مالك أفكارو üüü وأتعين تفكيرجي

والحاجة اللي تحير üüü طب إيه اللي اتغير

كان كاتب سرايرجي üüü واتحول شما شرجي

_ على أن هذا لا ينفي شاعرية وريادة (نجم) الذي تتلمذ عليه شعراء

العامية عندنا في الستينيات والسبعينيات, حتى إنهم خرجوا جميعاً من معطفه بطريقة أو بأخرى _ فلا غرو فهو الذي غنى للسلام فأنشد:

من هنا نبدأ الكلام.. يا صبابة يا مغرمين

كلنا نحب السلام.. والسلام بيحب مين

السلام بيحب نورا .. نورا ديه تبقى مين

نورا بنت عيونها خضراء.. زي قلب العاشقين

والخدود وردية خمري .. والشفايف توت وتين

والضفاير .. تبر طاير .. يبعث النور والرنين

والنهود حُراس مدينة بالبنادق سهرانين

يحرسوا قلب المدينة من عيون البصاصين

والمدينة في شرع نورا صوروها المنشدين.
[/JUSTIFY]

الصباح..رباح – آخر لحظة
[EMAIL]akhirlahzasd@yahoo.com[/EMAIL]