أها، وبعدين ؟
:: ليس من العدل وصف نتائج فحص مخاض التشكيلات الوزارية والتشريعية والحزبية بانها ( كان حمل كاذب) أو ( ما شاء الله تيمان).. فالمهم للناس والبلد في حدث كهذا هو( النهج والبرنامج)، وليس ( زيد حل محل عبيد) .. ومطالب الناس بالتجديد والتغيير، بعد سوء الأحوال السياسية والاقتصادية والأمنية وغيرها في طول البلاد وعرضها، تلك المطالب غير مختزلة فقط في تجديد وتغيير (الشخوص)، بل تشمل أيضا تجديد وتغيير (النهج وطرائق التفكير)..بسلامة النهج تتحق الغايات العامة، وبقبح النهج تتحطم آمال الناس والبلد، وليس بالشخوص..وما لم يصطحب البرنامج السياسي لمجلس وزراء اليوم أهمية تجديد النهج الحاكم وتغيير طرائق التفكير بحيث تستوعب غايات الناس والبلد، سوف يصبح ما حدث البارحة ( تحصيل حاصل) بلغة الأجداد، و( حنك بيش) بلغة الشباب ..!!
:: سادة مجلس الوزراء الجديد يجب أن يكونوا من المؤمنين بأن المدخل الصحيح – والوحيد – لإصلاح الحال الإقتصادي بالبلاد هو (إصلاح الحال السياسي)..والتاريخ الإنساني لم يوثق للناس دولة نهضت إقتصادياً وهي تخوض حرباً أهلية أو مع دولة أخرى، فالأمن والسلام هما البنية التحتية لأية نهضة إقتصادية..وعليه، نسأل : ماذا تحمل أجندة مجلس وزراء اليوم لهذا السلام المنشود بدافور وكردفان والنيل الأزرق؟.. وما البرنامج السياسي المضاد لكل هذه الحروبات السياسية و(القبلية أيضاً) ؟..إن لم تحمل أجندة التشكيلات التنفيذية والتشريعية والتنظيمية – المسماة بالجديدة – غاية السلام والأمن هماً وغماً و( برنامجاً أساسياً)، فلا خير في أفرادها جميعاً، أو هكذا لسان حال الأهل بمناطق العمليات..!!
:: وكذلك، سادة مجلس الوزراء الجديد يجب أن يكونوا من المؤمنين بأن المدخل الصحيح – والمثالي – لإقامة دولة العدل هو إقامة العدل على القوي قبل الضعيف، وعلى الرعاة والولاة قبل الرعية وعامة الناس، وعلى ذوي القربى قبل الغرباء، وعلى أنفسهم قبل الآخرين..وتاريخ الكون لم يوثق للناس دولة نهضت وفيها (العدل معوج)، بحيث يجلد القانون الضعيف حين يخطئ و يكرم الحاكمين والنافذين و يغض الطرف عنهم حين يرتكبوا الكبائر في الحق العام ( مالاً ونفساً) .. وعليه، نسأل : ماذا تحمل أجندة مجلس الوزراء الجديد لإقامة هذا العدل المنشود – والمرتجى – بكل أرجاء البلد، بحيث يتساوى الحاكم والمحكوم أمام القانون؟.. إن لم تحمل أجندة التشكيلات التنفيذية والتشريعية والتنظيمية – المسماة بالجديدة – مكافحة الفساد هماً وغماً و( برنامجاً أساسياً)، فلا خير فيها ابداً، أو هكذا لسان حال المظلومين في بلادنا، وما أكثرهم..!!
:: ثم، سادة مجلس وزراء الجديد يجب أن يكونوا من المؤمنين بأن تشكيل اليوم – وزارياً كان أو تشريعياً أو تنظيمياً – يصبح حدثاً خاصاً بالحزب الحاكم – فقط لاغير – إلى حين إستشعار نهج الحزب الحاكم بأن حاجة أهل السودان أصبحت ماسة جدا إلى رصف مضمار المنافسة الشريفة والتداول السلمي للسلطة في مناخ ديمقراطي يوفر للآخر (حق التعبير)، ثم حق المشاركة – بالأصالة، وليست بالوكالة أو بالسكوتي- في صناعة حاضر ومستقبل بلادهم بلا إقصاء أو قهر..نعم، الديمقراطية والحريات العامة والمنافسة الشريفة صارت كما المياه والهواء، ولايمكن الإستغناء عنها والصبر على فقدانها مهما كانت ( وطأة البطش)..وعليه، نسأل : ماذا تحمل أجندة مجلس وزراء الجديد لأحلام الشباب المشروعة في ترسيخ ثقافة الديمقراطية والحرية في الميدان السياسي، بحيث تحل محل العنف والاحتكار والاقصاء؟.. إن لم تخلق أجندة التشكيلات التنفيذية والتشريعية والتنظيمية – المسماة بالجديدة – مناخاً نقياً تتنافس فيه الأفكار والبرامج بلا توجس أو إقصاء، فلا خير فيها مطلقاً..ولذلك، يبقى السؤال ( أها، وبعدين؟) بعد إعلان هذه التشكيلات..والإجابة هي نتائج فحص مخاض ما قبل التشكيلات..( حمل كاذب) أم ( ما شاء الله تيمان) ..؟؟
[/JUSTIFY]
الطاهر ساتي
إليكم – صحيفة السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]