سعد الدين إبراهيم

نلوك «القرض» ..!

[JUSTIFY]
نلوك «القرض» ..!

لاحظت فى بصات الوالى.. إن الركاب الواقفين يتكومون دائماً أمام باب البص.. ولا يتحركون مما يشكل عقبة فى الصعود والنزول .. ويتعب الكمسارى كثيراً فى طلب أن يتحركوا الى الداخل.. عزيت ذلك إلى إحساس بالخوف من الدخول وأن (يتوكر) الشخص جوه البص. فلا يجد منفذاً للخروج إن حدثت كارثه أو مصيبة على الرغم من إنه لم تحدث ابداً هذه الكارثة أو المصيبة.

أعتقد إن المواطن السودانى أو المواطنة السودانية أصبحت لديهم انماط من السلوك غريبة. تحدثت من قبل عن ان السودانى أصبح لا يكمل الجملة بحيث تصبح مفيدة.. لاحظت أيضاً بسبب امتطائى للمواصلات والتجوال بحرية فى الأسواق إن سيكولوجية الانسان السودانى أصبحت تحتاج الى بحث فكثيراً ما يفقد احدهم أعصابه ويتشاجر مع آخر وفجأة يعتذر له ويضحكان وقد يحتضنه.. ربما يفطن الى انه «زودها» حبتين.. أو أنه «شاكل الزول ساكت»أو بناء على غضب سالب.. أو إنه وصل الذروة فانفجر دون أسباب واضحة.. بجانب ما تحدثت عنه فى الثقة بالمسؤولين فكل من لديه مشكلة يخاطب مباشرة السيد الرئيس أو نائبه الأول.. فى اليومين الفائتين تدنت حالة أحد الموسيقين الافذاذ الصحية وفكر زملاؤه فى تسفيره الى الخارج.. فـاتصلوا بالأخ جمال الوالى ليخاطب فى أمره السيد الرئيس أو نائبه.. .. فرأى إن الأمر لا يحتاج الى ذك وتكفل هو بالأمر

الشمطة التى قامت حول الرقص الامريكى لا مبررات لها فمجتمعنا مجتمع حركى والرقص يكتنف كل ثقافاته حتى أصبحنا اكثر الشعوب الذى يمارس الرقص الشعبى والذى له دلالاته.. «والعرضة» التى يمارسها معظم ابناء وسط السودان يسمونها رقصاً وهى ذات دلالات وهى تعبير بسيط وراقى للمشاركة.. وفيها استجابة للإيقاع.. وفى المديح عندما يسخن يأتى المجذوبون بحركات راقصة بعضها من الصعوبة والمهارة بمكان.. إذن وقفتنا ضد الرقص لا تتفق مع ثقافاتنا المتعددة

كذلك لاحظت فى مجتمعنا الطبى سهولة إتخاذ قرار بتر الاعضاء مرات بسبب السكرى ومرات لأسباب اخرى.. لا أملك معرفة طبية تجعلنى انتقد هذا القرار الطبى لكن لدى ملاحظة نحن اكثر الدول لجؤاً «للبتر» بهذه البساطة.. وأزعم إن قرار البتر فى دول العالم لا يتخذ بهذه البساطة.. ولعل الأمر يحتاج الى مراجعة.. وقد حكى لى أحد أقربائى بمناسبة بترالاعضاء .. ان امرأة قريبته قرروا بتر ساقها فلم توافق وجمعت ثرواتها وذهب الى دولة شقيقة.. هناك لم يشر الاطباء الى بتر وتم علاجها دون اللجؤ الى البتر وقال: هى الآن تعيش فى صحة جيدة.. وغض النظر عن صدق الواقعة .. إلا انها تذهب الى ماذهبت اليه عن سهولة اتخاذ قرار البتر فى مجتمعنا الطبى.. ربما يشارك المريض فى تأجيله لزيارة الطبيب حتى يستفحل الأمر ويصبح لا مناص من البتر.. بيد إن القرار يحتاج الى مراجعة خاصة إذا أصابت حكاية المرأة التى تم علاجها دون بتر فى الخارج.. لاحظت النشاط المحموم فى منع إعلانات الأعشاب للتداوى بها ومنع الاعلان لا يمنع اللجؤ الى التداوى بها.. كان الأجدى دراسة لماذا يثق أو يتجه الناس الى التداوى بالأعشاب.. ربما بسبب عم الثقة فى الأدوية التى تباع فى الصيدليات.. ربما بسبب ارتفاع ثمنها.. لست من الذين يلجأون الى الاعشاب فى التداوى ولكن ذات مرة أصبت بالتهاب حاد فتفاكرت مع الصديق عبد العظيم صالح فى العلاج وكان قد أصيب بذات الداء .. فوصف لى «القرض» عبر امتصاصه فعملت بنصيحته .. وقد أجدى ذلك كثيراً ليس فى العلاج لكن فى تخفيف الأعراض.

عموماً حتى نتفرج الأحوال فلا مناص من أن نلوك «القرض».
[/JUSTIFY]

الصباح..رباح – آخر لحظة
[EMAIL]akhirlahzasd@yahoo.com[/EMAIL]