يعني هذا السلوك (المصطنع) هو شكل من أشكال التعبير عن (الاحتياج العاطفي والوجداني) والشعور بالأمان بمعية الرجل ..والدليل على ذلك انني شخصيا لا اخاف (الضلام) ولا اخاف(الضفادع) ولا (الصراصير) حتى في وجود الجنس(الخشن) ،
بالاضافة لذلك هناك نساء في (الجيوش) وفي أسلحة (برية) كالصاعقة ، والمارينز ، والمشاة ، والمدفعية ..فهل هذه الاسلحة تقبل بوجود جبناء بين صفوفها ، فضلا عن ذلك ففي المناطق الريفية المرأة لا تخاف (الحشرات) ولا تخاف من الظلام وان فعلت ذلك أحيانا فمن باب الاحتياج (العاطفي) أو (العادات والتقاليد) التي تفترض أن تسلك المرأة سلوكاً معيناً إزاء هكذا حالات !!
المرأة لا تخاف إلا من (غدر) و(خيانة) الرجل ، وألسنة (الناس) عندما يحاولون (التقليل) من شأنها أو اتهامها بالفشل والتقصير في أي جانب من جوانب حياتها .. والمرأة لا تخاف إلا من (العار) و(العيب) الذي يمكن أن يلصق بها أو بأحد ابنائها أو بناتها أو زوجها أو أي من أقاربها ..
ومواقف المرأة (التاريخية) تشهد لها بالشجاعة وقوة (القلب) وما مهيرة بنت عبود إلا نموذج من ملايين النماذج التي تؤكد على جسارة وشجاعة المرأة ..أما الذين يصفون المرأة بالجبن والخوف فتفكيرهم نابع من (غيرة) أو (حسد) أو نمط العقلية (الذكورية) المتعالية التي ترفض الاعتراف بخصال (الآخر) وتحاول دائماً أن تصور (المرأة) في صورة (الكائن والمخلوق) العاجز الذي لا يستطيع فعل شئ ولا يقدر على عمل شئ ، وفي اعتقادهم (الراسخ) أن المرأة كان بقت فأس ما بتكسر (الرأس) ..
لكنهم نسوا أنها هي من تربي (الرجل) وتزرع فيه (القيم) والصفات و(المثل) وواحدة منها (الشجاعة) . وفي أدبنا وتراثنا الشعبي من تشجع الرجل وتدعوه للبسالة والصمود هي (المرأة) ودونكم غناء (الحكامات الدرافوريات) وأغاني الحماسة في الوسط والشمالية والشرق، والزغاريد ..والتي بمجرد أن يسمعها الرجل من (حواء) يزيد حماسة وقوة وجسارة وبسالة ..بل ويحرص (أي) رجل أن يظهر أمام (حواء) أنه فارس (الحوبة) وأنه (الأسد النتر) وأنه (دابي الكر) ومقنع الكاشفة وحامي حمى الدار .!!!
تهاني عوض[/SIZE]
-
-
-
-
-
-
-
-
