رأي ومقالات

يوسف عبد المنان : عرس الوطني

[JUSTIFY]أنهى المؤتمر الوطني أمس عرسه الكبير باعتماد المشير “عمر البشير” رئيساً للحزب ومرشحاً له لانتخابات أبريل 2015م وانتخاب مجلس الشورى الجديد، تمهيداً لخطوة أخرى تبدأ اليوم بانتخاب المكتب القيادي ومن ثم اختيار الأمانات الجديدة لدورة تنظيمية تمتد حتى 2019م .. والمراقب لمؤتمر حزب الوطني في دورته الحالية تستوقفه جملة حقائق ومعطيات أفرزتها التجربة.. أولها المشاركة الواسعة للولايات في المداولات العامة حيث تناول أعضاء المؤتمر الوطني بالنقد والجرح والتقويم تجربة الحكم خلال السنوات الماضية، وفتحت نوافذ النقد الجهير لأداء الجهاز السياسي والتنفيذي دون حجر على أحد. وأثبتت قيادة الحزب ممثلة في رئيسه ونوابه ومساعديه ديمقراطية وسعة صدر وأعضاء الحزب يمارسون ديمقراطية مفتوحة في تقويم الأداء. وفي ذات السياق فقد شهدت ساحات انتخاب أعضاء الشورى ديمقراطية ظل الشجرة حيث أسند المؤتمر الوطني للجان فنية من الوزراء والقيادات التنظيمية للإشراف فنياً على اختيار أعضاء الشورى من الولايات، وذلك بتخصيص مقاعد في الشورى على مرجعية الولاء للحزب في الولاية المعنية، فولاية الخرطوم مثلاً يتجاوز عدد أعضاء الشورى ضعف ولايات نهر النيل وشمال كردفان .. وتتولى اللجنة الفنية الاجتماع بكلية الولاية المنتخبة من المؤتمر العام لا اختيار أعضاء الشورى، حيث يتم اختيار الشورى إما بالتوافق بين الأعضاء الانتخابات بالمباشرة ويتم فرز الأصوات أمام الحاضرين. ويعلن عن أسماء ممثلي الولاية في الشورى دون تدخل من أية جهة ويصبح الولاة والوزراء أعضاء لا يحق لهم حتى رئاسة الكليات الانتخابية، وفي الكليات الانتخابية للقطاعات المهنية من أطباء ومهندسين وصحافيين ومحامين يتم انتخاب مباشر أيضاً لأعضاء الشورى في ممارسة غير ما في الأحزاب السودانية، ولا مثيل لها عند التي تدعي الديمقراطية وترفعها شعارات ولا تمارسها واقعاً.
وأمس احتشد الآلاف منذ الصباح الباكر أمام قاعة انتخاب رئيس الجمهورية، حيث خصصت اللجنة الفنية العليا التي يترأسها الدكتور “محمد مختار الحسين” وزير الدولة السابق بمجلس الوزراء خصصت عدد(50) صندوقاً ليصوت الأعضاء وفق صيغة لا ونعم، أي الموافقة على ترشيح “البشير” أو الرفض وفي حال تصويت أكثر من (51%) من المؤتمرين برفض ترشيح الشورى يؤجل انفضاض المؤتمر وتنعقد الشورى مرة أخرى لتقديم المرشح الثاني.. ولكن أغلبية أعضاء المؤتمر اختارت “البشير” بنسبة كبيرة جداً، لينفض المؤتمر وتبدأ اليوم المرحلة الأخيرة من تجديد هياكل الحزب بانتخاب مكتب قيادي جديد بدلاً من المكتب القديم .. وبذلك يجدد المؤتمر الوطني هياكله قبل الانتخابات القادمة في أبريل.. حيث أن الحزب الحاكم أثبت قدرة فائقة على التعاطي مع الأحداث وتفاعلاً من رغبات قواعده.
{ إن تغيير الحزب الحاكم لهياكله وتجديده للدماء لن تترتب عليه تغييرات في الجهاز التنفيذي كما يعتقد الكثيرون، حيث أن التغيير الأخير قد جاء بأغلبية الوجوه الشابة في الحكومة الحالية وبعد الانتخابات القادمة بالضرورة أن تتبدل الوجوه ويطال التغيير بعض القيادات، فالتغيير ليس غاية في حد ذاته ولكنه وسيلة لتحقيق أهداف سامية دعا إليها أعضاء الحزب.

المجهر السياسي
خ.ي[/JUSTIFY]