اتهام صنبور بالحمورية «جائر»
معظم من يستخدمون الإنترنت، جاءتهم رسائل طريفة عن الغباء والأغبياء، ومن بينها حكاية مدرس عانى انهيارا عصبيا بسبب غباء وبلادة طلابه.. أعرف أن كثيرين قرأوا الحكاية ولكنني سأوردها لأنني لا اعتقد ان وقائعها تؤكد غباء الطلاب، بل لكونهم قادرين على التملص الذكي من أسئلة يرونها صعبة: خلال مراجعة دروس العلوم سأل الأستاذ سعد الطالب صنبور: ما أضمن وسيلة لمنع اللبن من الفساد؟ فكانت الإجابة: نخليه في البقرة.. فما كان من الأستاذ سعد إلا أن وصف صنبور بأنه حمار غير مكتمل النمو.. مع أن الإجابة صحيحة وعلمية.. كلنا نعرف أن لبن الأم أفيد للرضيع من اللبن الاصطناعي لأنه وقبل كل شيء محفوظ ومعقم في مكان آمن هو ضرع الأم، بينما حتى لبن الأم يفسد إذا وضع في إناء بعد غليه وتعقيمه بالطرق التقليدية. المهم، قرر الأستاذ سعد إعطاء صنبور فرصة أخرى، فطلب منه أن يذكر أنواع ثلاثة من منتجات الألبان فجاءته الإجابة: جبن شرائح وجبن مثلثات وجبن سائل.. فصاح الأستاذ سعد: إلهي أشوفك مقطع شرائح مثلثة ودمك سائل!! مع أن الإجابة هنا أيضا صحيحة.. ترك الأستاذ صنبور بعد ان أشبعه شتما والتفت إلى صنقنقور: من أين نأتي بالسكر يا شاطر؟ فأجابه: من الخيشة.. الكيس أو العلبة.. نتف أستاذ سعد بضع شعيرات من رأسه الأجرد (سلفا)، وطلب من صنقنقور أن يعطيه مثالا على تمدد الأشياء بالحرارة وانكماشها بالبرودة، فكانت الإجابة: النهار في الصيف أطول من نهار الشتاء!! بذمتكم أليست هذه إجابة في منتهى الذكاء؟ ومع هذا لم ينج صنقنقور من تهمة الحمورية والبغلوية. (وكتبت من قبل عن أسئلة وأجوبة من شاكلة: أين تم توقيع اتفاقية كامب ديفيد؟ ج: في أسفل الورقة.. س: كيف تستطيع رمي بيضة على كتلة من الخرسانة المسلحة دون ان تتفتت؟ ج: مستحيل.. حتى لو رميت ألف بيضة على الخرسانة فإن الخرسانة لا تتفتت).
من «الحركات» المعروفة في أوساط المعلمين أنه عندما يأتي إشعار بأن الموجه بصدد زيارة مدرسة ما وحضور بعض الحصص الدراسية، يقوم بعض المدرسين بالتحضير الجيد لدرس ما! بل إجراء بروفات عليه وتحديد الطلاب الذين سيتم التفاعل معهم، وطبعا يكون هؤلاء الطلاب «نقاوة» أي من النوع الذي لا «يفشل» لكي يرفعوا رأس المدرس أمام الموجه.. ولما جاء الدور على الأستاذ سعد مدرس العلوم ليستضيف الموجه في ذات حصة، افتتح الدرس بقوله: يللا يا شاطرين نراجع بسرعة درس الأمس قبل أن نبدأ درسا جديدا.. من يجيب عن السؤال: هل يمكن للإنسان ان يعيش من دون أوكسجين.. ارتفعت أيد كثيرة تطالب بمنحها فرصة الإجابة ولكن سعد قرر ان يلعب على المضمون وطلب من فرفور الشطور أن يجيب عن السؤال فكان: طبعا يا أستاذ لا يمكن للبشر العيش من دون أوكسجين.. أطلق سعد تنهيدة فرح جذلى وقرر مواصلة المشوار مع فرفور: طيب يا ابني.. متى تم اكتشاف الأوكسجين؟ أجاب فرفور بلا تردد: في عام 1773م!! صاح أستاذ سعد ينصر دينك وبارك الله فيك وفي والديك.. اجلس يا فرفور.. والآن نبدأ درس اليوم.. ولكن فرفور استأذن من الأستاذ في طرح سؤال: كيف كان الناس يعيشون ويتنفسون قبل عام 1773؟
يقال إن الأستاذ سعد التفت صوب الموجه وقال له: داهية تاخدك وتاخدني معاك.. وقد شوهد وهو يغني وهو يبيع البيض في السوق الشعبي.. والغريب في الأمر ان صلعته اختفت بعد ان صار الشعر الطبيعي يغطي رأسه.
[/JUSTIFY]
جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]