ضد الغباش!
ليس من باب الفخر، ولا من دواعي البطر والمّنِّ على القراء، ولكن استجابةً لواجب التحدث بنعم الله، اسمحوا لي سادتي أن أوجه رسالة داخلية، لأسرتي بصحيفة (السوداني)، في أيام سعدها وفرحتها بما حققت وأنجزت. بلا شك ليست المرة الأولى التي تنفرد فيها الصحيفة بأخبار خاصة، تتناقلها وكالات الأنباء العالمية، وتتسامر بها مجالس المدينة ورعاة الشياه في الخلاء.
كانت ولا تزال الصحيفة، تتناول جميع المعلومات بدقة وحذر بالغ، تستقي الأخبار من المصادر الموثوقة، والذين لم يخيبوا ظنها للحظة، وثقوا بها كصحيفة لا تنقل إلا الحقيقة، وقادرة دوماً على تنقية الأخبار من دسائس الغرض وشوائب اللغو، وإذا أصابها السهو ولمم الأخطاء، اعتذرت دون تردد أو مواربة.
قبل أشهر، كانت الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي، تتسابق في نقل أخبار التعديل الوزاري؛ وحتى اللحظات الأخيرة كان البعض يغامر بإعلان التشكيلة النهائية، الأمر الذي أضعف مصداقية كل ما يقال وينقل، بعد أن كثرت التسريبات حولها والتعديلات عليها.
بلا فخر، كانت (السوداني) حريصةً على الجمع بين الانفراد والدقة، فتميزت بين الصحف السياسية بخبر مغادرة طه القصر الجمهوري؛ ولم تكتفِ بذلك، إنما أعدت تقريراً من مصادر مختلفة حول الحدث، ورغم مصادرة الصحيفة في اليوم التالي مباشرة، إلا أنها احتفظت بحقها في السبق بعد مرور (48) ساعة، وكانت سبّاقة وسط الصحف بنشر خبر مقتل خليل إبراهيم، وخبر المحاولة الانقلابية في الخرطوم. أخبار كثيرة داخلية وخارجية، تقارير وحوارات وتحقيقات استثنائية، ظلت (السوداني) تنفرد بها، وكان صدى ما تنشره هو الدافع الأكبر للبحث عن الحقيقة وإعطاء الأفضل.
(السوداني) هي التي تسعى للمواطن قبل أن يسعى إليها، لأن محرريها يفتخرون بأنهم شغيلة لدى القراء. وفي خدمة الحقيقة، ظلت تحاول جاهدة عبر طاقمها التحريري بمساعدة الطاقم الإداري، في عكس أحوال المواطن وأوضاعه، وإسماع صوته وشكواه، وفي ذات الوقت أيضاً تنقل ما يرغب فيه وتقدم الأفضل إليه.
صحفيو (السوداني)، يستحقون الشكر الأول، فهم يعملون بلا كلل أو ملل، يساهرون حتى الساعات الأولى من الصباح، رغبة لا إجباراً أو أمراً، يأتون من منازلهم ويقطعون إجازاتهم متى ما شعروا بضرورة وجودهم أو طلب منهم ذلك. يدركون تماماً أن الصحفي ليس موظفاً يأتي ويغادر في وقت محدد، يطاردون المعلومات في أي وقت ومكان.
انفردت (السوداني) عبر قسمي الأخبار والسياسي، بتقديم معلومات ميزت الصحيفة، مما انعكس بصورة ملحوظة على أرقام التوزيع والإعلان، ولم تنجح الصحيفة في تغطية حاجات السوق المتزايد، والذي يضعها أمام مسؤولية أكبر من ذي قبل. والمجهود التحريري ما كان له أن يحقق هذا النجاح الملحوظ، لولا وقوف إدارة ذكية وقوية، انعكس إسهامها الإداري إيجاباً على الصحيفة. ربما لم نجد الوقت لنشكر إدارة الصحفية سراً، ولكننا نفعل الآن علناً.
إن أي نجاح يتحقق أمام القراء، يضعنا أمام مسؤولية أكبر تجاهكم، فأنتم الهدف الأول والأخير.. دمتم لنا ذخراً ودمنا لكم عوناً في إكمال الصورة وتنقيتها من الغباش.
[/JUSTIFY]
العين الثالثة – ضياء الدين بلال
صحيفة السوداني