سعد الدين إبراهيم

لولي الحبشية ..

[JUSTIFY]
لولي الحبشية ..

يوم السبت الفائت استعرض الأستاذ حسين خوجلي رسالة مواطن تتحدث عن مخدر وافد اسمه «الشاش مني».. قبل أن أعلق على الموضوع أذكر أن واحدة من دول «النمور الآسيوية» قررت محاربة الذباب لخطورته وإلحاحه المقيت وللأمراض التي يتسبب فيها.. وكانت حملة ضارية وناجحة نجاحاً منقطع النظير.. اختفى الذباب نهائياً من فضاء تلك الدولة.. لكن ظهرت حشرات خطيرة وفتاكة لم تكن تعرف.. اكتشفوا أن الذباب كان يقضي على تلك الحشرات بالتهامها..

غض النظر عن صحة ذلك أو المبالغة فيه.. فقد نشطت وحدة مكافحة المخدرات عندنا.. عبر كل وسائلها.. المداهمة لأوكار «البنقو» وضرب مصادره.. بجانب التوعية الإعلامية وإقامة الندوات.. أي أنها بكل الوسائل تمكنت من محاربة البنقو وجففت مصادره تقريباً.. مما أدى إلى أن يكون العرض منعدماً والطلب كثيراً فارتفعت أسعار البنقو إلى أربعة أضعافها حسبما جاء في رسالة المواطن لأبي ملاذ.. إذ ذكر أن الكمية التي كانت تباع بخمسين جنيهاً أصبحت بمائتي جنيه.. مما جعل المتعاطين يفكرون في البديل.. وكان هو المخدر القادم من شرق أفريقيا.. وحسب ماذهب إليه المواطن فإنه مخدر قاسٍ وسريع التأثير.. وخلال سنتين على الأكثر يصاب المتعاطي بالتبلد.. و سعره رخيص بما يتيح فرصاً للإتجار به.. فقد ذكر المواطن أن الكمية التي تشترى بثلاثه آلاف تباع بثمانمائة وهو ربح فاحش يغري أصحاب النفوس الضعيفة بالمتاجرة فيه.. وغني عن البيان إن شبابنا مستهدف بالمخدرات حتى تعطله عن الإنجاز وتقتل الذكاء المبدع فيه.. لكن الأخطر من ذلك وعرفت إن مكافحة المخدرات تدرس تأثيراته هي حبوب.. بمثابة دواء لعلاج الحالات العصبية.. وهي أرخص بكثير من المخدر الشرق أفريقي.. لا يتعدى ثمن الحبة على الأكثر ثلاثة جنيهات.. أصبح المتعاطون يستخدمونها كبديل «للبنقو» الذي أصبح صعب المنال.. هذه «الحبة» تجعل مستخدمها لا يعرف النوم لمدة يومين ثم ينام طيلة اليوم الثالث.. الشاهد أنني رأيت أحد من أعرفهم يسير في الشارع فى هيئة عجيبة.. مهموم.. يحدق في البعيد.. يخطو كعجوز مريض فسألته ما بك؟! .. قال: لا شيء.. قلت: كيف هيئتك تدل على أنك تعاني.. فاضطر إلى الاعتراف لي بأنه استخدم حبة كبديل للبنقو.. وأن هذه تأثيراتها… كما اعترف لي شاب أنه جربها مع شلة سوء.. فلم يستطيع أن يقود عربته.. حتى اتصل بشقيقه ليحضر ويقود العربة إلى البيت.. عرفت أن من خطط المكافحة تجفيف منابعه مع تسهيل عمليات علاج الإدمان.. و نشر تلك الثقافة عبر مؤسسات تكفل السرية التامة في علاج المدمنين.. والمفرح نجاح تلك التجربة.. في علاج حالات كثيره في مدة وجيزه أسبوع إلى شهر بالكثير.. والمدمن المعالج إذا وجد رعاية من الأسرة لا يعود إلى الإدمان مطلقاً مع وجود حالات تتنكس.. لكن أيضاً بإعادة المحاولة يتم العلاج النهائي.. من المفرح أيضاً عرفت أن معظم إن لم يكن كل الشباب الذي يتعامل مع الحاسوب للمؤانسة أو للمشاهدة عموماً لا يقع في استخدام المخدرات إذ أن إدمان الحاسوب يغنيه عن استخدام المخدرات.

ومما يجعل المشكلة عويصة أنه كلما تطورت الشرطة والمباحث في كشف الجريمة يعمد الأشقياء إلى تطوير أدواتهم !
[/JUSTIFY]

الصباح..رباح – آخر لحظة
[EMAIL]akhirlahzasd@yahoo.com[/EMAIL]