تحقيقات وتقارير

بعد ان حدد (7) محاور لأولوياته :(والـي الخرطـوم).. فـي انتـظار البيـان بالعمـل

يبدو ان د. عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم الجديد قد استوعب الدرس جيداً ومبكراً حتى لا يقع في الاخطاء والاخفاقات في ملفات التنمية بالولاية التي فشل فيها سلفه د. عبد الحليم اسماعيل المتعافي حيث حدد سبعة محاور للعمل عليها في مجال العمل التنفيذي خلال الفترة المقبلة وقال (نسعى لمعالجتها برؤية شفافة لخلق علاقات جيدة مع المواطنين)، وهي ذات الملفات التي اخفق فيها المتعافي)، وتعهد الخضر في ذلك اللقاء بمراجعة قضية اراضي سوبا، واعادة النظر في قرارات مطاردة المحليات للباعة الجائلين، وبائعات الشاي، وقضية السكن العشوائي، بجانب محاور الصحة والتعليم والطرق والكهرباء والأمن، واقر الخضر لأول مرة بعجز في ميزانية الولاية وصل الى «400» مليون دولار.
واضاف: ( ان حكومته لا تستطيع ان تغطي البرامج الموضوعة كافة)، لكن يمكن ان توفر ربع المبلغ، واعترف الوالي باخطاء صاحبت التخطيط العمراني، مشيراً الى قضية سوبا التي ظلت معلقة منذ وقت طويل، ووعد بتحقيق شعار المتعافي بأن يكون الدجاج وجبة للفقراء بالولاية وقال (يمكن ان يتحقق بقليل من الجهد، وكشف الخضر عن خطة عمل كبيرة قال انها تتم في المجال الاجتماعي لتخفيف حدة الفقر وفق معيار جديد، وأكد اهتمامه برفع الكفاءات والقدرات البشرية للمساهمة في جوانب الاقتصاد والزراعة.
كل تلك محاور حدد الخضر العمل عليها خلال الفترة المقبلة لولايته القصيرة لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل يتمكن الخضر ان يغطيها كاملة في فترة السبعة اشهر المتبقية لولايته.
ويرى مراقبون ان الخضر هدف من تحديد هذه المحاور الحساسة وفي هذا الوقت بالذات بغرض اعداد مواطن الولاية مبكراً لانتخابات حزبه المقبلة، واشاروا الى انه بتبنيه لتلك القضايا ضرب على (الوتر الحساس) فيهم لانها قضايا تهم المواطنين كثيراً ومن الدرجة الأولى، واعتبروا ان ذلك في حد ذاته ذكاء يجب ان يحسب له تفوق به علي سلفه المتعافي الذي لم يتطرق لأي محور منها خلال فترة بقائه في الولاية.
وتبارى المراقبون في تحليلاتهم لتلك المحاور مبتدئين بأهم المحاور محور المياه، حيث لم يوله الخضر حتى الآن اهتماماً خاصاً كما وعد بقوله (سأضع محور المياه ضمن اهم اولوياتي)، واستدلوا علي ذلك بكثرة القطوعات المتكررة في الامداد المائي بمعظم مدن الولاية خاصة مدينة أم درمان، التي تشهد قطوعات شبه يومية في الامداد المائي.
وفي قضية الباعة الجائلين وبائعات الشاي راهن المراقبون على اخفاق الخضر فيها، وأكدوا انه لا يستطيع أي – والي للخرطوم – سواء كان الخضر أو غيره ان يعالجها في الوقت القريب، واشاروا الى ان المتعافي ظل ثماني سنوات على رأس الولاية لم يتمكن ان يخطو اية خطوة تصب في اتجاه حلها، بل العكس زاد من تفاقمها وتعقيدها بدعمه السخي للمحليات التي كثفت في عهده من حملاتها علي تلك الشريحة الضعيفة، لذلك لا يتوقع المراقبون ان يفعل الخضر في ملفهن شيئاً، بل اعتبروا حديثه عن دعم المحليات بغرض الاهتمام بقضايا المواطنين سيزيد من تعنتها في فرض الرسوم والجبايات عليهن، والتكثيف من حملاتها عليهن. وكان الخضر تعهد في حديث سابق له بترقية مهنتهن ومنع الكشات وقال (انهن فقيرات يعلن أسراً).
وحول قضية السكن العشوائي، لا يتفاءل المراقبون كثيراً بالتزام الخضر بتعويض المتضررين، في ظل تزايد عجز ميزانية الولاية باعتراف الخضر نفسه فمن اين له ان يأتي بالمال لتعويضهم خاصة وان مناطق السكن العشوائي بالخرطوم تكاد تكون تغطي ربع مساحة الولاية بحسب حديثهم، واضافوا إلاّ ان يلجأ لسياسات المتعافي بالاستدانة من الجهات الخارجية وبذلك يكون رجع لمربع المتعافي الأول.
وفيما يتعلق بتحقيق شعار المتعافي بجعل الفراخ وجبة للفقراء اشار المراقبون الى استحالة تحقيق ذلك الشعار في ظل التصاعد اليومي لأسعارها في السوق، ونصحوه بالالتفات الى تخفيض اسعار السلع الاستهلاكية اولاً، بدلاً من الحديث عن اشياء تبدو مستحيلة.
ولكن رغم ذلك توقع المراقبون ان ينجح الخضر في محاور الصحة والتعليم والطرق ومشاريع التخفيف من حدة الفقر والأمن باعتبار ان المتعافي بدأ فيها.
وأكد الدكتور الفاتح عزالدين معتمد أم درمان في حديثه لـ (الرأي العام) امكانية تنفيذ هذه المحاور السبعة كافة التي حددها الوالي في اجندته رغم قصر فترة بقائه في الولاية وحول العجز الذي كشف عنه الوالي في ميزانية الولاية. اشار عز الدين الى ان ما لدى الولاية من امكانيات وموارد، كفيل بسداد اي عجز في الميزانية بحسب حديثه.
وجدد معتمد أم درمان إلتزام محليته بوقف الحملات والكشات كافة على بائعات الشاي والباعة الجائلين، ورفض التعليق على ازالة المحلية لاكشاك بسوق البوستة.

عمار آدم :الراي العام