سعد الدين إبراهيم

لا تبكِ يا صديقي الجميل

[JUSTIFY]
لا تبكِ يا صديقي الجميل

كانت (أمية) تجري شرقاًَ وغرباً.. وهي تطلع على الخبر البائس في موقع في الحاسوب.. ثم في موقع آخر.. لا تحدثني مباشرة.. حدثت (أبوعبيدة) سألني: هل هي شائعة..؟ قلت تقول ماذا.. قال صديقك أبوعركي.. ماله؟ أطرق حزيناً.. تساءلت من قال ذلك؟ منشور في أكثر من موقع؟!.. أحدهم سأل مطلق الخبر هل أنت متأكد؟ قال أنا في بيت العزاء الآن.. بيد مرتعشة أتصل بصديقي (عركي) هذا الهاتف مغلق.. رغم يقيني الداخلي بأنه يحيا ويعيش خفت، اتصلت ببشرى سليمان صديق مقرب لنا ولأبي عركي.. قلت له: آخر مرة لاقيت عركي متين قال كنت اتحدث معه يوم الخميس (الشائعة تم بثها يوم السبت).. لكنهم قالوا.. قال بنفس الثقة إنها شائعة واتصل هو الآخر.. الهاتف مغلق.. بذات الخوف اتصل بصديقنا التجاني حاج موسى .. ذهب الى بيت عركي.. سأل منه قالوا له: خرج قبل قليل.. إن شاءالله صحتو تمام.. تفضل.. سأمر عليه بعدين.. تأكدت لي الشائعة، ولكن ثمة هم لابد أن ينجلي لكي أطمئن حتى احادثه وأسمع صوته ليطمئن قلبي ..

أخيراً جاءني صوته.. أين أنت يا راجل؟ أنا في طريقي الى معاودة العزيز (هاشم هارون) فقد أصيب بكسر في قدمه.. بلغه تحياتي وتمنياتي له بعاجل الشفاء..

آثار الخبر بلبلة خاصة للاقرباء والأحباء بالخارج.. ابنه (محمد)بأمريكا.. رفيقة دربه (دكتوره عفاف) بالسعودية.. وفي كل مدن السودان.. البعض رغم سماع صوته يسأله بلهفة: هل صحتك بخير ربما ربط الخبر بمرض أصابه تسبب في الشائعة.. البعض يبكي معه يحتضنه بقوة.. بعضهم يصعب عليه الكلام وبعضهم أغمى عليه.. ترى من الذى أطلق الشائعة؟.. وما مصلحته؟.. ولماذا الإصرار عليها؟ أسئلة كثيرة حيرى.. نلتقي عبرالهاتف.. أسأله: ماذا فعلت فيك الشائعة؟ قال: أثر موتك تشوفو في الناس دي حاجة عجيبة فما بالك لو حقاً حدث.. إنهم سيتعذبون هكذا.. وتهدج صوته وبكى.. لا تبكِ ياصديقي الجميل.. فلماذا البكاء.. هل يشفي الغليل.. بكى لأنه رأى عذابات الناس ومحبتهم له فتمنى لو يحيا أبد الدهر حتى لا يشقيهم هكذا..

تعب صديقي.. ذهب يتجول في الأسواق، سوق أم درمان، سوق المورده ليعلن للجميع إنه يحيا.. ولا يجد الناس ما يعبرون به، من يقول حمدلله على السلامة.. ومن يسلم عليه بحرارة. ومن يردد الحمدلله.. أي معاناة تحملها صديقي بسبب خبر سخيف… لا نعرف أسبابه وأسراره ومن يقف خلفه.

صديقي عركي يحب الجميع ويحنو عليهم.. لا يتأخر عن واجب ولا يتوانى عن مواجبة فلماذا يستهدفونه بمثل هذه الشائعة السخيفة؟!..

الموت حق علينا جميعاً.. وهو الحقيقة الوحيدة التي لا مراء فيها وقال الله سبحانه وتعالى «إنك ميت وإنهم ميتون».. لذلك لا يحتمل اللهو والهزار والمكايدة.. اتصلت بالأخ سيادة اللواء محمد أحمد علي مدير المباحث.. وسألته عن الشائعة هذه وهل تعتبر جريمة.. قال : طبعاً لأنها أضرت بأبي عركي ضرراً معنوياً.. ووجه بأن يحرر أبوعركي عريضة لنيابة جرائم المعلوماتية.. عبر التحقيق الجنائي بالخرطوم بحري… حتى يجد المجرم جزاءه وحتى لا تتكرر هذه الجريمة مرة أخرى سواء لعركي أو لغيره… لا أدري هل سيفعل صديقي ذلك أم كعادة السودانيين سيتناسى الأمر.. أعتقد إن لم يقم عركي بهذا الأجراء يجب أن نقوم به نحن أصدقاؤه وعشاق فنه وشخصه.. إلى أن يتم ذلك اقول لصديقي الجميل عركي لا تبكِ.. بل أضحك لأنه رغم العذاب الذي عانيته فقد أختبرت محبة الناس لك… وطوبى لمن أحبه الناس بهذا الاتفاق غير المسبوق.. أدامك الله لنا.. مضخة للفن والإنسانية.
[/JUSTIFY]

الصباح..رباح – آخر لحظة
[EMAIL]akhirlahzasd@yahoo.com[/EMAIL]