جعفر عباس

رجل والرجال قليل

[JUSTIFY]
رجل والرجال قليل

طالما الكلام عن الرجالة والمرجلة والفحولة، فلا داعي لتطفل القارئات والاستمرار في قراءة هذا المقال، ما لم يكن لقارئة ما، ثأر مع الرجال وتريد ان تشمت فيهم (والله يسامحها لأن الشماتة ستشملني) أنسنتوس أكوكو رجل من منطقة هوما باي على شاطئ بحيرة فكتوريا في كينيا، ولكنه ليس رجلا مثلي أو مثلك، بل هو فلتة.. سأثبت لكم ذلك «بالمقلوب»: طلق حتى الآن 85 (خمسة وثمانين) زوجة.. ولكن كان هذا من إجمالي 130 زوجة، يعني مازالت في عصمته 45 زوجة.. عمره الآن 85 سنة.. يعني تخلص من زوجة بكل سنة من سنوات عمره.. وبدأ أكوكو حملة الزواج وعمره عشرون سنة.. وخوفا من النقنقة والطنطنة والشنشنة والزنزنة فقد حرص على تحديد النسل! كيف؟ غير مسموح لأي زوجة بإنجاب أكثر من 4 أطفال.. أي واحدة تحاول تستهبل وتستعبط وتنجب الطفل الخامس بحجة «السهو وارد»: البيبي ده ما يلزمنيش، وما اعرفوش.. والباب يفوت جمل… وبالفعل يقوم أكوكو بتفويت الجمل التي هي الزوجة، ومفيش مشكلة لأنه لا توجد نفقة من أي نوع في العرف القبلي في كينيا، حيث يعتبر الأطفال تابعين لأبيهم بعد طلاق الأم/ الزوجة وحتى لو كان بينهم رضيع فإنه يبقى مع أمه حتى يشتد عوده ومن حق الأب استرداده في أي وقت ليعمل معه راعيا للبهائم أو في الحقل أكوكو ينتمي إلى قبيلة ليو التي تبيح تعدد الزوجات «المفتوح»: طالما أنت رجل ولديك القدرة المالية والجسدية تزوج «ما بدا لك»… على كيفك.. إيش ما بدك وكيف ومين ما بدك.. ويبدو أن زوجته الأخيرة من فصيلة شهرزاد فمنذ ان تزوج بها في عام 1999 لم يحاول الزواج بأخرى.. ربما لأن عمرها عشرون سنة.. وأكوكو هذا صاحب نظرية فريدة في الزواج والإنجاب والرعاية.. مثلا يبلغ كل زوجة بأنه غير ملزم بتوفير التعليم والرعاية، إلا لأكبر عياله من كل زوجة، وعلى كل واحد من هؤلاء الكبار ان «يكسب الزمن» ويدخل الحياة العملية حتى يتمكن من إعالة وإعاشة بقية إخوته من أمه.. والمفرح أنه حسبها غلط بسبب كثرة العيال فأفلت بعضهم من الزراعة والرعي، وصار طبيبا والبعض محاميا وعنده الطيار والمعلم، ولكنهم جميعا ملزمون بالعيش في البيت الكبير كي لا «يزوغوا» من مسؤولياتهم،.. وبعبارة أخرى فليس من مسؤولية أي ولد او بنت للفحل أكوكو أن يرعى إخوته من أمهات أخريات.. ولما اشتكى أهل المنطقة من ان جميع مقاعد المدارس الابتدائية صارت محتلة من قبل عيال أكوكو، قام صاحبنا بإنشاء مدرسة خاصة بعياله ومن ثم أحفاده.
ولإثبات أنه «رجل والرجال قليل» يقول أكوكو إنه ما كان ليطلق واحدة من زوجاته الـ85 إلا للشديد القوي وكان هذا الشديد القوي أن اللواتي طلقهن كن خائنات أي غير مخلصات.. طيب يا فالح: من يضمن لك ان الـ 45 زوجة اللواتي في عصمتك واللواتي لا تعرف أسماء بعضهن لسن من نفس صنف المطلقات؟ وهن معذورات إذا تذكرنا ان الشهر يتألف من ثلاثين يوما وأنه لو خصص يوما واحدا لكل زوجة فإن الواحدة منهن لن «تصطبح» بوجهه الصبوح.. طوال أكثر من شهر.. بالتحديد إلا مرة كل 45 يوما.
لست معجبا بأكوكو لأنه مزواج أو يتمتع بفحولة زائدة بل لكونه صامد في وجه 130 حماة، في زمن صرنا نسمع فيه كلاما من نوع: لقيت لك عروس لقطة.. لونها زبادي بالفراولة وشعرها حرير على جرجير.. وخصرها جبل طارق.. لكن الأهم من ده كله أن أمها متوفاة.
[/JUSTIFY]

جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]