عبد الجليل سليمان

وزير المالية الجديد .. أها بدينا


[JUSTIFY]
وزير المالية الجديد .. أها بدينا إيلا

لست مُتفائلاً بما حدث من تغييرات في الوزارة، ولم أر كغيري أي جديد يذكر، ربما بي رمد من يدري؟ أو ربما أفتقر للرؤية الإستراتيجية التي تؤهلني لبلورة وجهة نظر متفائلة كتلك التي تسري في مفاصل الصحف.

على أي حال، ستبدي لنا الأيام أينا صائب، رغم أن إدراك الأمر لا يحتاج إلى عناء (سيد الرايحة) حتى نبحث عنه في (خشم البقرة) وكذا، فالتغيير هو أن تطرح الوزارة الجديدة/ القديمة، برنامجاً واضحاً ودقيقاً، وأن يكف طاقمها عن التصريحات الآنية المنفعلة، وأن يؤسسوا علاقة جيدة بوسائل الإعلام المختلفة يرفدونها بالمعلومات والحقائق، ولا يتخذونها فرشاة لتلميع أدائهم ثم يغضبون منها ما أن تنشر بعض ما يتوفر لها من حقائق ومعلومات.

لن يثمر استبدال الوزراء بآخرين جدد ما لم تشن الحكومة حرباً ضروساً وشعواء وذات (قرنين) على الفساد المستشري والمستفحش، لذلك فإنه ما كان ينبغي للوزير الجديد بدر الدين محمود، أن يدشن حفل تنصيبه على حقيبة المالية بتصريح صحفي ربما اضطر لإنكاره أو الالتفاف حوله- على أقل تقدير – بعد وقت وجيز من إطلاقه.

وتصريح وزير المالية الذي أطلقه أمس عقب أدائه القسم بأن الميزانية القادمة ستكون أكثر رفقاً بأحوال الناس، وبعيدة عن الضغط عليهم، وأكثر ضغطاً على الحكومة، فيه نوع من المبالغة والعاطفة الجياشة، إن لم نقل بعض (التهور)، فإلى جانب أن كثيرين سيفسرون الأمر ما لم يلتزم الوزير بتصريحه – بأنه أشبه بالحنث باليمين، فإن تطبيق (هذا الكلام) على أرض الواقع يبدو غير منطقي، وليست له أرضية متماسكة وصلبة خاصة في ظل حكومة بـ(60 وزيراً)، وموسم زراعي أفسدته التقاوى، ونفط شحيح، وغياب آلية لمحاربة الفساد، وانهيار لقيمة العملة المحلية.

فكيف ستقلص المالية الإنفاق الحكومي، وهي بكل هذه (البدانة والتكرش)؟، وأين لها بموارد والقطاعات الإنتاجية الحقيقية عاطلة ومعطلة، وكيف لها أن تضمن أن التقاوى التي ستمولها لن تكون مضروبة في المرات القادمة، والذين (هم ضاربوها) لا زالوا على قيد (العمل)، وكيف وكيف إلى آخر القائمة.

هي أسئلة حقيقية، ما لم تجب عليها الوزارة الجديدة وعلى رأسها المالية والزراعة، فإن تصريحات الوزير ستبدو، وكأنها لن تغادر سقما، ولن تُسكت جوعاً، وسيبدو أمين بيت مال البلاد الجديد فيما لو استخدمنا لغة تياره الفكري الذي ينتمي إليه وكأنه كان يبشرنا بالأنثى.

[/JUSTIFY]

الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي