تحقيقات وتقارير

الهجرة.. آثار اقتصادية واجتماعية

[JUSTIFY]السودان بأطرافه المترامية تؤثر فيه الهجرة الدولية سلباً وإيجاباً ولهذا لابد من معرفة عدد الوافدين وأهداف وصولهم إلى البلاد، وذلك بغرض الاستفادة منهم بقدر المستطاع ولابد من إحكام التنسيق مع كافة الجهات ذات العلاقة بالهجرة، ولابد من إحكام الرقابة على كافة الحدود والمعابر الأساسية من مطارات وموانئ ومخارج البلاد المختلفة ومداخلها وتحسين وترقية الأداء لدى جهاز السودانيين العاملين بالخارج، ما يكفل للمغترب كافة السبل للاستفادة من هجرته إلى الخارج واستفادة البلاد منه عند عودته أو لدى بقائه خارج البلاد. وللإلمام بكافة مسببات وحجم الهجرة بالبلاد لابد من العمل على إجراء مسح قومي شامل يختص بالهجرة الدولية «المغادرين والوافدين» وذلك بغرض معرفة الحجم الفعلي للهجرة الدولية الى البلاد، وكمكمل للبيانات المستخرجة من تعداد السكان والذي سوف يحدد لنا حجم الهجرة الدولية من واقع تواجد الأجانب بالسودان بعد استخراج النتائج للتعداد الحالي وتحليلها. ومع زيادة أهمية الهجرة الدولية والآثار المترتبة على ذلك من الناحية الاقتصادية والاجتماعية سواء كانت في بلد الوصول أو في بلد المغادرة فإن السودان يتأثر بذلك من ناحية استقباله للعديد من الوافدين، ومنذ أقدم العصور حيث يفد إليه العديد من مواطني غربي أفريقيا والدول المجاورة، ومن المتوقع زيادة عدد الوافدين خاصة بعد اكتشاف البترول أواخر القرن الماضي والذي له الأثر الكبير في النهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية وما يتعلق بكل الاستثمارات المختلفة وفي شتى المجالات. مركز العاصمة للتدريب ودراسات العمل والهجرة نظم بالتعاون مع مؤسسة فريدريش ايبرت ورشة حول هجرة العمالة في عالم متغير، وذلك بمشاركة نخبة من قيادات الخدمة المدنية والمختصين في الشأن الاجتماعي وممثلي النقابات ومنظمات المجتمع المدني .

الدكتور عبدالمنعم حسين محمود مدير مركز العاصمة قال إن الورشة تهدف لإيجاد حلول متكالمة لهجرة الكفاءات وتقليل سلبيات الهجرة وتعظيم ودعم الايجابيات الناتجة عن الهجرة، وإيجاد سياسة قومية للظاهرة معتبراً أن ظاهرة الهجرة أصبحت مشكلة عالمية تهم كل الدول، للهجرة فوائد تتمثل فى توفير العملات الصعبة التي تحتاجها البلاد من خلال تحويلات المغتربين واكتساب مهارات جديدة للمهاجرين، وأكد أهمية تبنى سياسة قومية راشدة للهجرة وموازنة الاحتياجات الوطنية للمهارات وهجرة الكوادر، مبيناً انه ليس هناك إحصاء دقيق لعدد السودانيين العاملين بالخارج.
من جهته تحدث الأستاذ احمد الطيب السماني ممثل وزارة العمل قائلاً إن ظاهرة الهجرة عملية مستمرة وهى في مجملها خير وسعة وهى سمة الأنبياء، وان التعامل معها على أنها مشكلة هذا تعامل خطأ، مبيناً أنها أصبحت صنعة تقام لها المراكز والدراسات وتعتبر ميداناً كبيراً للمنافسة الخارجية وسوق العمل فلابد من التعامل معها من الناحية الاقتصادية والاجتماعية. البروفيسور محمد عثمان خلف الله الخبير في مجال الهجرة، أكد أن الهجرة ظاهرة كونية يسيرها الله وتشمل الحيوانات والطيور ولا يمكن لأحد أن يوقفها أبداً ولكن يمكن أن تنظم للاستفادة من ايجابياتها وتلافى سلبياتها. وفي ختام عمل الورشة أصدرت التوصيات ونادت بضرورة إنشاء وتأسيس ملحقيات عمالية بالدول ذات الاستقطاب الأكبر للأيدي العاملة السودانية، بهدف توفير المعلومات والمراقبة لاحتياجات سوق العمل بالخارج وتفعيل وتعزيز التنسيق بين الأجهزة بشؤون العمالة السودانية بما يضمن فعالية التخطيط وتوفير المعلومات.

صحيفة الإنتباهة
ت.أ[/JUSTIFY]