حبسوها وصقيرها نام
تعرضت بعثة المنتخب السوداني لكرة القدم الملقب بصقور الجديان والمشارك في دورة شرق ووسط أفريقيا (سيكافا) التي جرت بكينيا الأسابيع المنصرمة، إلى حادث استثنائي لا يخلو من الطرافة والسخرية وبعض (الشقاء)، إذ قررت إدارة الفندق الذي اختاره الاتحاد الكيني لكرة القدم ليستضيف عدة منتخبات من ضمنها (السوداني)، أن (تخلص) مستحقاتها منه عن الطريق الضغط عليه بحبس المنتخب السوداني في الفندق ومنعه من مغادرته إلى ملعب المباراة النهائية في البطولة التي كان من المقرر أن تُبتدر الساعة الخامسة بتوقيت السودان، ولكن تعذر قيامها لساعة كاملة هي الفترة الزمنية التي قضتها البعثة السودانية مسجونة بفندق ( ميليلي).
ولعل الأقدار السيئة التي جعلت منتخبات أوغندا، إريتريا، ورواندا التي كانت تشارك السوداني هذا الفندق تخرج من البطولة واحدة تلو الأخرى، وتبتسم للسوداني وتوصله النهائي هي ذات الأقدار التي قالت لمنتخبنا (تعالى جاي) وحبسته بجريرة الاتحاد الكيني، ويا ما في الحبس مظاليم.
على كلٍّ، بعد كل هذه المكابدة، نجح الاتحاد الكيني في إطلاق سراح صقور الجديان وتوقع الكل أن حالة الحبس هذه ستجعل الصقور أكثر شراسة، وأنها ستحيل الكينيين إلى عصف مأكول، ولكن حدث العكس، إذ بضربتين فقط عاد منتخبنا مهزماً بهدفين ومسجوناً ساعة كاملة.
وفي السياق، هذا يُحكى أن ظريف المدينة لما سمع كل هذا النبأ العظيم علق قائلاً: (دخلوها وصقيرها نام)، في تأويل لطيف للأغنية الحماسية الشهيرة (دخلوها وصقيرها حام)، التي ظلت تجيِّر إلى شعار سياسي كلما حاقت بالحزب الحاكم أزمة ما، لكن ما أن تنجلي الأزمة حتى تحبس وتطلق أغنيات الحمائم والسلام و(ظللت جوك الغمامة).
قال أحدهم: لو أن فنادق الخرطوم انتهجت سياسية (ميليلي)، لانهار الدوري الممتاز ولقبعت إدارات الكثير من الأندية الناشطة في ديربي السودان حبيسة الفنادق لسنوات، وأن هذا كان سيكون أفضل للأندية ولتطور كرة القدم وللإدارات (الديناصورية) أنفسها، التي كلما طار صقيرها في الفضاء الكروي كلما تحولت أنديتنا و (تيمنا القومي) إلى حمائم (ميتة).
الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي