مهدت لها اتهامات متبادلة.. الجديد في قمة البشير وسلفاكير
زيارة سلفا للخرطوم تأتي مع تزامن اعتزام البشير للترشح لولاية رئاسية جديدة، مما يشير تلقائيا بثبات سياسات التعاون بين البلدين وهذا في حد ذاته يمثل بعدا مهما سيلقي بظلاله على الزيارة، ايضا الزيارة تأتي بعد تطور صور النزاع في جنوب السودان ووصول الأزمة لطريق مسدود لم تفلح معه جهود الإيقاد ولا المجتمع الدولي للوصول إلى نهايات آمنة وموضوعية توقف نزيف الاخوة على الأرض الجديدة .
وقد أثار سلفا خلال زيارة الساعات العديد من القضايا من ضمنها الحدود وفتح المعابر، كما سيبحث الاتهامات المتجددة بين البلدين بدعم المعارضة .
الجديد في الزيارة
بحسب مراقبين فإن الجديد في زيارة سلفا للخرطوم وهو ما سيكون عصيا على النشر تتعلق فى المقام الأول بوضعه العسكري في أرض المعارك بجنوب السودان، بعد تراجعه عسكريا مقابل تقدم مشار، والذي تتهم جوبا الخرطوم بدعمه، لذلك من المتوقع أن يبحث سلفا تحييد الخرطوم، وأن تتبع قولها الفعل في الوقوف مسافة واحدة من طرفي الصراع، وبحسب تقارير فإن القتال الآن يجري في مناطق البترول في ولايتي أعالي النيل والوحدة، بشكل رئيس الأمر الذي يهم الخرطوم بدرجة كبيرة، ولذلك جاء اتهام جوبا للخرطوم كمقدمة لهذا اللقاء لضرورة التباحث حوله، رغم أن محللين يرون أن القمة قد لا تخرج بنتيجة مقبولة لحدة المساومات التي قد يتمخض عنها اللقاء، فجوبا تريد والخرطوم لن تعطي دون مقابل وهذه لغة السياسة.
الأستاذ عبد الله رزق الكاتب والمحلل السياسي قال في مقال له نشر بصفحته على الفيس بوك إن اتهامات كرتي يمكن عدها مؤشرا مبكرا، لمحادثات غير منتجة بين الطرفين، انسياقا مع سابق المفاوضات بينهما حول القضايا العالقة، إلى جانب غياب توافق بين الطرفين على الموقف من الحرب الدائرة في الجنوب، وحتمية وقفها، ودعم جهود الايقاد في هذا الاتجاه، وأضاف: إشارة كرتي، قد لا تعني، بالضرورة، أن كير غير مرحب به في الخرطوم، هذا الوقت، بقدر ما تلوح بسقف أعلى من مطلوبات التفاهم والمساومة.
اتهامات الخرطوم لجوبا بدعم متمردي السودان نفاها اتينج ويك المتحدث باسم سلفاكير، مشيرا إلى أن حكومة بلاده لم توجه اتهامات إلى الخرطوم، رغم استقبالها الكبير لزعيم المتمردين رياك مشار قبل أشهر.
اتفاقيات التعاون
زيارة سلفا السابقة للخرطوم بحثت اتفاقيات التعاون كما بحثت فتح المعابر، ولكن حتى اللحظة يبدو أن الأمور لازالت تراوح مكانها، وقد أكد وزير الداخلية السوداني الفريق عصمت عبد الرحمن في تصريحات صحفية في وقت سابق أن فتح المعابر الحدودية مع دولة جنوب السودان، لن يتم بصورة رسمية إلا بعد ترسيم الحدود وتحديد الخط الصفري الحدودي، وأشار خلال تصريحات إلى أن دولة الجنوب لا تريد تحديد الخط الصفري، وتوقع أن تحدد الزيارة المرتقبة لسلفاكير للخرطوم الجدول الزمني لانعقاد اللجنة الأمنية العسكرية المشتركة بين الدولتين لمناقشة هذه الملفات والانتقال لانسياب التجارة الحدودية وحركة المواطنين بين الدولتين.
وابدى النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق بكري حسن صالح، قلقه من عدم تنفيذ دولة الجنوب للاتفاقيات المبرمة بين الطرفين فيما يخص استكمال الترتيبات الأمنية ومعالجة قضايا الحدود، ونقل هذا القلق للوسيط أمبيكي، ولكن وزير خارجية حكومة جنوب السودان بارنابا ماريال بنجامين، أكد في تصريحات بجوبا أن موقف حكومته بشأن اتفاق التعاون لا يزال واضحا، وشدد على التزامهم بتنفيذ الاتفاق حرفيا وبذات الروح التي نوقش ووقع بها.
وأضاف برنابا أن الرئيس سلفاكير أبلغ رئيس الآلية الإفريقية ثامبو أمبيكي إبان زيارته لجوبا في وقت سابق رغبة حكومته في الحفاظ على علاقات قوية مع الخرطوم، لافتاً إلى أن جنوب السودان يشجع الاجتماعات مع مسؤولي الحكومة السودانية.
ونوه إلى اجتماعه الأخير مع نظيره علي كرتي، بشأن مجموعة من القضايا الثنائية بين البلدين، مضيفاً “علاقاتنا مع السودان سجلت خطوات مشجعة وتحركت في اتجاه جيد في مجموعة واسعة من القضايا”.
تخوف أممي
في الوقت الذي يرتب فيه سلفا حقائبه لزيارة الخرطوم لبحث أمور تتعلق بالخروج من أزمته مع مشار، يتجدد القتال مرة أخرى مما حدا بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إدانة تجدد القتال في ولاية الوحدة بجنوب السودان، واعتبره “انتهاكا خطيرا لاتفاق وقف الأعمال العدائية في البلاد”.
وفي بيان أصدره المتحدث الرسمي باسمه الخميس المنصرم، دعا بان رئيس جنوب السودان سلفاكير ونائبه السابق مشار إلى “الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية”.
كما حذر من أن مثل هذه الأعمال القتالية “تقوض الجهود” التي تقوم بها الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيقاد) من أجل إيجاد حل سلمي للحرب الأهلية التي اندلعت في جنوب السودان منذ منتصف ديسمبر الماضي.
من جانبها نددت الولايات المتحدة بتجدد المعارك في تصعيد جديد للنزاع وتدهور للوضع الإنساني، داعية طرفي النزاع إلى وقف الخروقات والالتزام باتفاقية وقف الأعمال العدائية الموقعة يوم 23 يناير/كانون الثاني الماضي.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جينفر بساكي في بيان “رغم أن الجانبين أقرا بمسؤوليتهما في الأزمة، فإن الهجوم الراهن يثبت أن على (المتمردين) أن ينبذوا العنف لبلوغ أهدافهم”.
واتهمت الأمم المتحدة في تقرير لمجلس الأمن الدولي الشهر الماضي، الطرفين باللجوء إلى الأسلحة بدلا من الحوار لحل خلافاتهما، وبأنهما تسببا في “وضع إنساني كارثي”.
من جانبه قال مسؤول كبير ببرنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، إن «المساعدات وبعض المحاصيل البسيطة ساعدت على تفادي حدوث مجاعة في جنوب السودان»، لكنه قال إن «أي معارك أخرى ربما تترك الملايين عُرضة لمجاعة شديدة العام المقبل».
وحذرت الأمم المتحدة في مايو (أيار) الماضي، من أن زهاء 4 ملايين شخص سيكونوا على شفا التضور جوعا بحلول نهاية 2014 بعد أن هددت أشهر من القتال المحاصيل، وأغلقت عدة برامج للإغاثة.
صحيفة المستقلة
تقرير منى البشير
ت.إ[/JUSTIFY]