عبد اللطيف البوني

الباب المتاكى


[JUSTIFY]
الباب المتاكى

من حيث السياسات الداخلية (الجنوب, الحالة الاقتصادية, الحريات, المشاركة في السلطة,) ومن حيث العلاقات الخارجية (مع دول الجوار المباشر والعرب والافارقة وآسيا ثم اوربا وفوق الجميع امريكا) يمكننا أن نقسم ربع قرن الانقاذ الى عدة حقب وهي ,, الاولى (1989 1999 ) الحقبة الثانية تلت ما اصطلح عليه بالمفاصلة (1999 2005 ) الحقبة الثالثة تلت نيفاشا (2005 -2011 ) الحقبة الثالثة تلت انفصال الجنوب (2011 ديسمبر 2013 ) الحقبة الرابعة تلك بدات الاسبوع المنصرم ويمكن أن نضع علامة بدايتها بترجل الحرس القديم ويؤمل أن يكون تغيير الوجوه مقدمة لحقبة جديدة تتغير فيها السياسات الداخلية والخارجية ومع ذلك ينبغي أن نكون حذرين في جعل ما تم بداية لحقبة جديدة
هذا التحقيب اعلاه وبالمعايير التي وضعناها لا يعني عدم التداخل وفي نفس الوقت لا يعني أن الامور تمضي في خط مستقيم إلى الامام أو إلى الخلف فالفرز هنا فرز الوان فقط فلو اخذنا الجنوب مثلا سوف نجده متغيرا تغيرا واضحا في الحقب اعلاه ففي الحقبة الاولى كان مشكلة امنية وحربا جهادية وفي الحقبة الثانية كان حربا متطورة يدعمها النفط وفي الحقبة الثالثة كان حالة لا حرب مع مشاكسة داخلية وفي الحقبة الرابعة اصبح دولة مجاورة اما الوضع الاقتصادي في الحقبة الاولى كان مأزوما وفي الحقب الثانية كان البترول سيد الموقف وفي الحقبة الثالثة البترول المقسوم مع الجنوب مع عدم وجود حرب وفي الحقبة الرابعة خرج النفط وعادت الحرب وارتفع سقف الازمة الاقتصادية اما من حيث الحريات والمشاركة السياسية فالمتغير ليس كبيرا وكذا الحال في العلاقات الخارجية اللهم الا مع دول الجوار حيث معدل التغيير متسارع بعض الشيء.
نأتي للحقبة الاخيرة والتي يمكن اعتبار التغيير فيها ما زال في مرحلة النوايا اذ لا يمكن المراهنة على تغيير الكوادر القديمة دون اعلان سياسات جديدة ولكن في نفس الوقت اذا تساءلنا ماهي السياسات التي كان ينفذها الكادر المغادر سوف نجد صعوبة في تحديد أو تعريف هذه السياسات فكل الذي كان سائدا هو مشروع تمسك بالسلطة والحفاظ عليها بأي ثمن وما دون ذلك يكون رزق اليوم باليوم أو حتى العام بالعام على احسن الفروض. في هذا الوضع الساكن تبلور مركز سلطة قائم على اشخاص وهذا المركز اصبح مقاوما لأي سياسات جديدة خارجية كانت ام داخلية فحدث تكلس مع الزحف على قليل الحريات حدث احتقان ففي الاسبوع المنصرم ولاسباب ما تغير هذا المركز وجاءت وجوه جديدة وبالتالي سوف تقل المقاومة لسياسات جديدة.
اذن علينا تدقيق النظر في مقبل الايام القليلة القادمة فإن كانت هناك سياسات جديدة يزمع تنفيذها فسوف لن تجد مقاومة من الجهات المتنفذة الجديدة وان لم تكن هناك سياسات جديدة والقصد من تغيير الوجوه هو امتصاص الاحتقان وسحب ورقة العناصر الخارجة عن الحزب الحاكم فسوف تتحول الوجوه الجديدة إلى مراكز قوة جديدة وتقاوم اي تغيير محتمل. اذن يا جماعة الخير الابواب اصبحت مواربة يمكن أن يدخل منها اي شيء ويمكن أن يخرج منها اي شيء. وبلغة ناس الاخبار اصبحت مفتوحة على كل الاحتمالات فافتحوا الاضنين لكي تسمعوا دبيب النمل.
[/JUSTIFY]

حاطب ليل – أ.د.عبد اللطيف البوني
صحيفة السوداني
[email]aalbony@yahoo.com[/email]