مصطفى أبو العزائم

ما الذي يجري تحت السطح ..؟

[JUSTIFY]
ما الذي يجري تحت السطح ..؟

اللغة التي تحدّث بها البروفيسور إبراهيم غندور، والمفردات التي استخدمها في حواره المطول بالإذاعة السودانية مع الأستاذ الزبير عثمان أحمد، تعتبر مبشرة من حيث اللغة، وجاذبة من حيث المفردات، وجديدة كلياً في التعامل مع خصوم النظام لكننا نحسب أن استجابتهم لدعوة البروفيسور غندور للحوار مع النظام في الهواء الطلق، لن تكون سريعة، فالبعض قد يرى أنها (عزومة مراكبية) وآخرون ربما رأوا في الأمر خدعة للوقوع في شراك وفخاخ النظام من خلال إغراءات السلطة والمشاركة في الحكم، ليوطد النظام أقدامه أكثر، مرتكزاً على قفل باب (الإزعاج) الذي يسببه له معارضوه سواء في الداخل أو الخارج.

بعض المعارضين من حملة السلاح، خاصة أولئك الذين لا يعجبهم (العجب ولا الصيام في رجب) سيبادئون بالهجوم ويبادرون به، ويتهمون المؤتمر الوطني، بالكذب والخداع، والمداورة والمناورة لكسب الوقت حتى يتسنى له انفاقه في اصطياد الرؤوس المعارضة الكبيرة، التي لم تقبل بلغة الحوار المرتبط بجملة (أرضاً سلاح).

القريب من الأحداث، والمتابع لها من أبوابها الأمامية والخلفية، يرى أن ما يحدث على سطح المسرح السياسي، ليس أكثر من انعاكسات لصور وأفعال أخرى، تحكمها حركة القيادات، وحركة الإضاءة الموظفة، على حدث ما دون غيره، بينما كواليس المسرح السياسي وأقبيته تعج بصور غير التي تظهر للعامة.

اجتماع (البشير/الترابي) المغلق الذي تم قبل أسابيع، ربما كان مدخلاً للمصالحات، واللقاءات المستمرة والمتواصلة بين أقطاب وقيادات الوطني والأمة تأتي دائماً للاتفاق على (الأساسيات) وكذلك الحال مع الحزب الاتحادي الأصل وفروعه المختلفة، وهذا أمر مطلوب، لكن التواصل المطلوب أكثر وبشدة، فهو مع الحركات المسلحة، ومع المعارضة (العصيّة) المتهمة دائماً وأبداً بأنها (علمانية) ولا تريد تطبيق شرع اللّه، إذ أن الحوار مع هذه القوى المدنية والمسلحة، سيفتح الباب للاتفاق على أسس ومباديء الدستور الجديد، وإن تم التوافق فلن يكون هناك اعتراض أو صد عن توافق جماعي اجتذب كل ألوان الطيف السياسي، لكننا ومن موقع المراقب للأحداث نخشى أن يتفق «الوطني» مع «الأمة» و«الاتحادي» و«الشعبي» بحسبان أن خلفية الحكومة والمعارضة إسلامية، ويصعب إدخال فيل المعارضة الأخرى من باب ترى أنه ضيّق، بينما يرى المتفقون – إن اتفقوا – إن الباب (يفوّت) جمل.
[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]