رأي ومقالات

يوسف عبد المنان : رسائل.. رسائل

[JUSTIFY] إلى “السمؤال خلف الله” مدير عام الإذاعة والتلفزيون: التشخيص الخاطئ لأزمة الجهازين سيبلغ بك محطة الفشل مثل الذين سبقوك.. فالإذاعة مشكلتها ليست في حوافز العاملين والمتعاملين ولا في تخلف الأجهزة عن ركب التكنولوجيا والتغيير.. ولا في قلة السيارات.. مشكلة الإعلام الرسمي وكذلك الخاص في محتوى الرسالة، وهل هذه الوسائل تعبر عن الدولة أم الحكومة.. الشعب أم النظام الذي يحكمه عن جزء من الوطن أم عن كل البلاد.. عن هويات الأمة.. أم عن هوية جزء من الأمة.. عن ثقافة الشعب عن ثقافة جزء من الشعب.. وكيف يعود المستمع للإذاعة في المدن والأرياف.. لا تصغي لمن يعتقدون أن إغلاق الإذاعات الخاصة والمحطات الفضائية الولائية سيكسب أجهزة الدولة مزيداً من الجمهور تلك فكرة بائسة ومنهج مختل.
{ إلى الفريق “عبد الرحمن محمد حسين” وزير الدفاع: عمليات الصيف القادم إذا ما بدأت من شهر ديسمبر في كل جبهات القتال واستمرت حتى أبريل في صمت وبعيداً عن تصريحات السياسيين ومحاولات استثمارها، سيضعف التمرد ويلوذ بمناطق بعيدة ونائية لا تشكل تهديداً للمجتمع والدولة، ولكن بداية العمليات في منتصف الصيف لن يحقق المقاصد التي ينتظرها الشعب.
{ إلى الأمير “أحمد سعد عمر” الوزير والقيادي في الحزب الاتحادي الديمقراطي: ما بين إعلان مولانا خوض الانتخابات القادمة دون شروط.. وتصريحات بعض مسؤولي الحزب في الداخل تقاطعات ورائحة خلاف واتساع هوة بين موقف القيادة وموقف بعض القيادات.. الاتحادي حزب كبير ومؤثر جداً في الساحة وهو المنافس الأول للمؤتمر الوطني ومستفيد من ظل الحكومة، لماذا لا تقبلون على الانتخابات وتثقون في القواعد لتنالون على الأقل نصف مقاعد البرلمان؟؟ وتتضاعف حصتكم في الحكومة القادمة؟؟ وقديماً قيل الرزق (تلاقيط).
{ إلى “بدرية سليمان” القانونية الضليعة: اختيارك في لجنة تعديل الدستور هو اعتراف بقدراتك القانونية ومواهبك في صياغة الدساتير، إن لقبوك بـ(الترزي) فإن ترزية السودان القديم أنفسهم أصبحوا عملة نادرة وزحفت عليهم جحافل ترزية الصين، وأن وصفوك بـ(الشمولية) أحياناً أكثر رحمة بالمواطنين من الديمقراطية.. وإن قالوا عنك مايوية.. فأنت عمرك في مايو فقط (20) عاماً وعمرك في الإنقاذ (25) عاماً، فلماذا لا ينسبون لك سنوات الإنقاذ قبل مايو.
{ إلى “حاج ماجد سوار”: قيل إن السياسي يمرض ويموت ولكن “حاج ماجد” السياسي اختفى عن المسرح داخلياً وخارجياً وهرب من المنابر.. والندوات وجلسات الفكر والحوار.. وبات موظفاً حكومياً يعود لبيته لاستراحة المساء ومعاودة من يحب.. لقد خسر المؤتمر الوطني “حاج ماجد” السياسي ولم يكسب “حاج ماجد” الموظف!!
{ إلى بروفيسور “غندور”: المفاوضات القادمة لن تصل لأية نتيجة ولا يتوقع أن تجفف الدماء والدموع ولكنها ساحة للعلاقات العامة بين الحكومة ومتمردي قطاع الشمال، وأيام في الزهرة الجديدة للترويح عن النفس للبعض واحتساء القهوة الحبشية والتأمل في جمال الطبيعة وعزم الشعوب على بناء بلدانها.
{ إلى المهندس “السميح الصديق”: لا تجعل من معركة السكر والمرضي مثل معركة البعثيين الذين يصفونها بمعركة المعبد الواحد.. قليل من التهدئة والحكمة ربما قادت لانفراج القضية. وتذكر أن الإنقاذ التي ضحت بـ”الترابي” و”صلاح قوش” يمكنها التضحية بابن رهيد البردي ولا يطرف لها جفن إذا شعرت بأن “السميح” الوزير بات عبئاً عليها.
{ إلى الفريق شرطة “هاشم عثمان” مدير عام قوات الشرطة: ما يكتب بلسان ضباط الشرطة ومنسوبيها في وسائط الإعلام والواتساب بعد صدور حكم أولي في مواجهة الملازم الذي قتل “عوضية عجبنا”، سيعمق الجراح في النفوس ويسد أبواب الحل الودي والسلمي الذي بدأت قيادات مجتمعية في كردفان السعي إليه.
{ إلى د.”عوض إبراهيم عوض”: قرأت بكتابك عن الفريق الراحل “الفاتح بشارة” وتحسرت على الطريقة الفجة في الكتابة عن رجل بقامة “الفاتح”.. وزاد أسفي أن يصبح “عوض إبراهيم عوض” حاملاً لطبل أجوف وسط الصُم.

المجهر السياسي
خ.ي[/JUSTIFY]