سعد الدين إبراهيم

نبض الحروف ..


[JUSTIFY]
نبض الحروف ..

ما زالت علاقتي بالحاسوب والمواقع الألكترونية ترواح مكانها.. ففي بيتنا فقط شخصي و«روني» لا نستخدمه «روني هذا كلبنا».. ما زلت ورقياً لكني أصر إصراراً على ولوج هذا المجال وقد اقتنيت جهاز «لاب توب» لأتعلم عليه.. لكن لم نبدأ المشروع بعد.

أطلعتني ابنتي على موقع النيلين الألكتروني وفيه يهتمون بمقالاتي ويعرضونها بطريقة راتبة في الفترة الأخيرة.. أود أن أشكرهم على ذلك فقد أتاحوا لي تواصلاً ممتداً.. كان من نتيجته أن حظيت ببعض التعليقات أحدها أفرحني كثيراً فهو تعليق على موضوع «لا تغلق أنفك».. وفيه تحدثت عن تعاملنا مع «الحمامات» وكنت متحفظاً جداً قبل نشر الموضوع لأني رأيت أن الموضوع من المسكوت عنه لكن تعليق الأخ أو الابن «سعد» جعلني أشعر بأني فعلاً طرقت موضوعاً مهماً، فقد قال في موقع النيلين معلقاً:

لك من الشكر أجزله.. ومن الاحترام أوفره.. شكراً على تسليط الضوء على هذه الثقافة التي لا تجد كثير اهتمام عندنا في السودان وأنا كنت شغال في شركة عبارة عن معهد تعليمي للغة الإنجليزية رئاستها في أمريكا وعندما يزورنا رئيس الشركة الأم أول شيء يعملو يزور الحمامات ويقول إذا كان حمامتكم محترمة ونظيفة باقي الأشياء كلها تكون على ما يرام.

شكراً لك مرة أخرى

مع خالص التحية «سعد»

والتعليق أفادنى جداً بصفتى كاتباً.. إذ جعلني أكتشف أن ما يرى أنه من المسكوت عنه من الأهمية بمكان.. فشكراً للمتداخل وشكراً مرة ثانية لموقع النيلين.. أيضاً على موضوع «أكثر من التقاوى».. قدم الأخ «هاشم» مداخلة هي بمثابة وثيقة تاريخية.. إذ قال فيها:

أخي الأستاذ سعد الدين بين الحين والآخر وأنا في غربة عن الوطن امتدت لعشرات السنين.. لا أراك الله مرارة الغربة و… ومتعك الله بالصحة والعافية ورفقة أهل في بلادنا الحبيبة والتي أخشى أن نكرهها مجبرين ممن جلوسوا على صدورنا سنين عددا.

بمناسبة التقاوى كنت قد عملت بمشروع الجزيرة تغمده الله بواسع رحمته.. وكنت في مهنة هندسية لا تتصل بالزراعة ولكن عيني كانت ترى التقاوى تخرج من المخازن عند الموسم ولا توجد بها أي عيوب وغير مستوردة وقد جلست إلى أحد أقاربي والذي عمل مسؤولاً عن إكثار البذور ومديراً للشركة العربية لإكثار البذور ثم أستاذاً جامعياً في نفس التخصص.. ببساطة سألته كيف يجهزون أو تخزنون البذور في تلك المخازن.. فقال ببساطة كنا أحياناً نستخدمها لثلاث سنوات إذا دعا الأمر وهي سليمة.. كان ذلك في السبعينات من القرن الماضي وكان آبائي يعملون مثلهم فأنا ابن مزارع أعاننا الله.

ومداخلته لا تحتاج إلى تعليق سوى حسبنا الله ونعم الوكيل.

على صعيد آخر شبك فيني شاب واقتحمني وأكد لي أنه يتابعني منذ صحيفة الحرية.. حقيقة استربت فيها إذ بدأ يسألني على طريقة التحقيق.. فقلت له: إذا كنت تابعاً للجهات المختصة فأطمئنك بأنهم يعرفون عني كل شيء ولن تكافأ على اقتحامك لي.. فغضب ودافع عن نفسه فاعتذرت له.. لكنه ظل أيضاً يحاصرني بالأسئلة على شاكلة ما رأيك فى المظاهرات الأخيرة؟.. هل شاركت فيها؟.. ما هو انتماؤك السياسي.. المهم احتملته فوق طاقتي أخيراً خرج بنتيجة مؤداها: أنا والصادق المهدي ومحمد عثمان الميرغني اجهضنا الثوره.. قلت له لا تحشرني مع هؤلاء.. فأنا لا أملك حتى الانتماء لحزب ناهيك عن رئاسته.. وإن أقصى رئاسة تسلمتها هي رئاسة تحرير بعض الصحف وتشريفاً رئاسة منتدى الحلفايا الثقافي المتوقف عن النشاط حالياً..

بيني وبينكم فرحت لمساواتي بعملاقين من رؤساء الأحزاب السودانية وحزنت إذ حملني وزراً لا أعتقد أني أستحقه.. يبدو أن صديقي الشاب هذا يرى أن الكاتب السوداني مواز ٍلرئيس الحزب وهذه مسؤولية كبيرة تلقى على عاتق الكتاب الذين لا حول لهم ولا قوة.
[/JUSTIFY]

الصباح..رباح – آخر لحظة
[EMAIL]akhirlahzasd@yahoo.com[/EMAIL]