مصطفى أبو العزائم

تهديد الرفاق!

[JUSTIFY]
تهديد الرفاق!

ما حدث في «جوبا» عاصمة دولة جنوب السودان الشقيقة، لم يكن مستغرباً أو مستبعداً، في ظل مشاحنات وكيد سياسي وعسكري بدأ واستمر منذ أن انفصل جنوب السودان وتم إعلانه دولة مستقلة، فصراعات مراكز القوى داخل الحزب «الحركة الشعبية» والجيش «الجيش الشعبي» كان مركزها نقطة السيطرة والتحكم في غرفة اتخاذ القرار، وما يتبعه من وسائل للتنفيذ والمتابعة، و هذا هو حال الصراعات الأزلية على السلطة، التي إما أن تكون لصالح «فرد» أو «جماعة» أو «حزب»، و يصبح المنتصر في الصراع أو الفائز في امتحان القوة حاكماً محبوباً وسط الدائرة التي جاءت به إلى مقعد الحكم، وحاكماً دكتاتوراً، وخصماً تجب الإطاحة به ومحاربته وسط الذين باعد بينهم وبين كراسي الحكم.

السيد الرئيس الفريق سلفاكير ميارديت، قال قبل أسبوع إن بعض الرفاق يهددون مجدداً بجر البلاد إلى فترة انقسام في صفوف أبناء الجنوب، وكان يعني بقوله نائبه المقال الدكتور رياك مشار، والأخير لم يسكت بل ظل يردد كلما سنحت له الفرصة بأن رئيس دولة جنوب السودان بات يتصرف كديكتاتور.

ظللنا نشير وكتبنا أكثر من مرة محذرين من خطورة الصراعات في هذه الدولة الشقيقة الوليدة، وأنها قد تقود إلى انقلاب مجموعة على أخرى، وذلك وفق معطيات قائمة كانت تؤكد باستمرار أن نهاية الصراع ستكون في ساحات القتال بانتصار طرف على الآخر، وإزاحته عن الطريق المؤدي إلى الانفراد بالسلطة، ولم يخيّب أشقاؤنا في الجنوب توقعاتنا تلك ليبدأ صراع لا نعرف متى ينتهي، وإلى إين يقود، وإلى ماذا سيفضي.

تهديد الرفاق لن يكون لبعضهم البعض فقط، بل سيمتد لنا هنا في السودان، وربما حدثت انقسامات في الفرقتين التاسعة والعاشرة بالجيش الشعبي وفق ميول وهوى المنضوين تحت ألويتيهما، لكن الأخطر من ذلك كله الصراعات العرقية والقبلية التي ستقود حتماً إلى حرب أهلية، خاصة في مناطق التعايش المشترك للقبائل الكبرى التي يتصارع أبناؤها على السلطة، وهذا سيقود بالضرورة إلى هجرات بالجملة ونزوح جماعي سيعيد مئات الآلاف من أبناء دولة جنوب السودان إلى وطنهم الأول «السودان القديم»، لكن ليس كمواطنين هذه المرة.. بل كلاجئين.. وعلى حكومتنا أن تتحسب لكل الاحتمالات.
[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]