صلاح الدين عووضة

رعب الليالي وشجر « الترابي» ..!!!

[JUSTIFY]
رعب الليالي وشجر « الترابي» ..!!!

ü بعد أن تعشيت- بحمد الله- لبناً بـ(الفطير) تمددت على فراشي (البارد)، وباب (الحوش) الخشبي يلوح لي كطائر « رخٍّ » اسطوري من مكانه البعيد هناك..

ü نسائم الليل المشبعة برائحة الجروف تهب تجاه (حلَّتنا) مستصحبةً معها خوار العجول وثغاء الشياه ونهيق الحمير..

ü نعيق بومة يشرخ جدار السكون من جهة خرابات (حلة تحت) لينبيء- وفقاً لمعتقدات شعبية- بأن (ذات حَمَل) بالبلدة سوف تجهض..

ü من وراء الحائط (القبلي) للحوش يتعالى صوتٌ أجش- صاحبه هابطٌ من «غرزة» بحلة فوق ولا شك- مترنماً بالنوبية:

صند لَيري…

وللا عَرقِن قزازري…

وآسمارنا…

ü و (خشخشات) قشٍّ على ظهر حمار آئبٍ من ساقيةٍ ما تتداخل مع وقع حوافره على الأرض الصلبة وهو يطوي الزقاق براكبه سريعاً هرباً من رهبة الليل- ربما- ولا مهرب..

ü ومن مخاوف ليل بلدتنا- على سبيل المثال- العواء الذي تناهى لمسمعي في تلكم اللحظات، من جهة المقابر، حيث يُظن أنه لا يصدر إلا عن أرواح الميتين..

ü وأشد ما تكون أصوات العواء هذا هياجاً إبان برد (كياح) حسب اعتقاد البسطاء بمناطقنا تلك..

ü وشجيرة صحراوية نمت عشوائياً عند الركن الجنوبي الشرقي من حوش البيت المترامي الأطراف هي آخر ما يرسو على ملامح (شبحها) طرفي- قبل الإستغراق في النوم- بينما يُعَتق سمعي من نباح كلب مذعور من جهة مدرسة البنات التي يُشاع أنها (مسكونة)..

ü وعند الدجى شيءٌ يستحثَّني على الاستيقاظ- أشبه بوقع أقدام حافية من حولي- لأبصر جدتي نائمة (هناك) بعيداً وهي الوحيد من أهل البيت الذي يُكثر من المشي ليلاً من بعد (السكون)..

ü وعوضاً عن أقدام بشرية تمشي أشاهد- بعينين نصف يقظتين- الشجيرة تلك وهي تُقبل نحوي حثيثاً لأنتقل من لحظة الماضي تلك إلى حاضر (ذي شبه!!)..

ü فرعب ليالي بلدتنا تلك لا يختلف- إلا من حيث المسببات- عن رعب ليالي راهننا و….. (نهاراته)..

ü والشجيرة التي سارت نحوي تلك قد تكون من (فصيلة!!) الأشجار التي يقول « الترابي » الآن أنه يراها تسير نحونا..

ü أو- ربما- تسير نحو (مكان!!) يُتحكَّم منه على مصائرنا..

ü أي أنها أشجار (مرعبة) مثل التي أشارت إليها زرقاء اليمامة قديماً ليستبين قومها النصح ضحى الغد..

ü والذي يبدو مرعباً هذا للترابي- إن صدق- سيكون أكثر إرعاباً لنا نحن بالضرورة..

ü فنحن الآن- من غير أن يبلغنا الشجر الذي يسير هذا- نستجدي ليالي (الماضي)، وإن كانت ذات رعب، سعادة تعيننا على (مرعبات!!) الراهن..

ü ويكفي أن (يتعشى) الواحد منا لبناً طازجاً بالفطير ثم يتمدد على فراشه (مرتاح البال!!!!!!!).
[/JUSTIFY]

بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة آخر لحظة