غضب انثوي !!

ü وقارئةٌ ترسل لنا عبر إيميلنا ما يبدو سؤالاً (إنتقامياً !!) مضاداً لآخر سابق من جانبنا..
ü فقد كنا تساءلنا نحن عن السبب في خلو سجلات التأريخ من اسم فيلسوفة واحدة (بالغلط) من بين عشرات الفلاسفة الذكور..
ü وقارئتنا هذه تساءلت: (لماذا يا أستاذ تخلو سجلات التأريخ من اسم عاشقة واحدة بالغلط جُنت كما جُن عاشقون كثرٌ من الرجال؟!) ..
ü ولعلها غمغمت إثر ذلك بالذي لم تكتبه وإبتسامة ظفر ترتسم على شفتيها: (هذه بتلك والبادئ أظلم)..
ü ولكن من قال إننا أردنا أن نظلم المرأة بتنزيهنا لها عن الذي يُصاب الرجل به في (عقله؟!)..
ü فهذه صفة- أي الجنون- إن نحن قرناها بها لم ترضها هي لنفسها..
ü وإن نحن قلنا أنها (حكر!!) للرجال غضبت إذا رأت أن الصفة هذه تشمل- من بين ما تشمل- مجال الفلسفة..
ü فليس الحب وحده هو ما يقدر الرجل على (جنونه)- دون المرأة- وإنما التفلسف كذلك..
ü ثم هنالك الحروب التي عدها نيتشه ساحة تتجلى فيها (عبقرية الجنون !!) لدى الرجل في حدودها القصوى..
ü ولنُبسط الآن أكثر- دونما (جنون)- كيما تفهمنا قارئتنا هذه ومن هن طارحاتٍ لتساؤلها هذا نفسه..
ü فالفيلسوف الألماني الشهير هيجل- مثلاً- دخل على طلابه بالجامعة يوماً هو ينتعل فردة حذاء واحدة والقدم الأخرى عارية حتى من الجورب..
ü فهل يمكن، في المقابل، أن تنسى إمرأة خارجة من دارها تصفيف شعرها- دعك من الحذاء- مهما يكن ذهنها (مشغولاً؟!)..
ü هذا- إذاً- هو (الجنون) الذي حرصُ المرأة على عدم بلوغه يحول دون أن (ينفصل!!) عقلها عن (رأسها المرتب شعره بعناية !!) ليهوم في سماوات الفلسفة..
ü بل حتى (المجنونة) من النساء يبقى لها من (العقل) ما يعصمها من أن تتعرى كما يفعل بعض المجانين من الذكور..
ü فالرجل يكون مجنوناً حين (يتفلسف)، وحين (يحارب) ، وحين (يغامر)، وحين (يحب!!)..
ü وعندما يعبر- الرجل- (الشعرة!!) الفاصلة بين جنون العبقرية وجنون (الكلكي) قد يشكل خطراً حتى على نفسه..
ü والمرأة تكون (عاقلة) عند محاولتها ممارسة ذلكم كله فيعجز التأريخ- من ثم- عن تخليد اسمها في سجلات (المجانين العباقرة!!)..
ü والحالة الوحيدة التي (وثقها) رب العزة نفسه- في كتابه الكريم- كان (العقل الأنثوي!!) حاضراً فيها بقوة..
ü إنها مراودة إمرأة العزيز فتاها يوسف- عليه السلام- عن نفسه..
ü فلولا (العقل) هذا لما كان (الحرص) و (غلق الأبواب)، ثم التحسب لإمكان انفضاح أمر (الغواية) بمكيدة (جنونية!!)..
ü ثم إن العقل هذا ذاته هو الذي يجعل المرأة تحرص على أن تخلو سجلات (حاضرها) من إشارة إلى أن فلاناً قد (شغفها حباً!!)..
ü فأن يقول الرجل متغنياً (قالوا عليّ شقي ومجنون!!) لا يسبب له مشكلة بما أن بمقدوره الإرتباط بأخرى في اليوم التالي وكأن شيئاً لم يحدث..
ü أما المرأة فإن بلوغها حد (الجنون) جراء حبها رجلاً ما- دون أن تتزوجه- هو بمثابة حكم بالإعدام (التستتي!!) على نفسها..
ü وللسبب هذا فإن المرأة (أعقل !!) من الرجل ولو كان فيلسوفاً لا يقوم بناؤه الفلسفي إلا على أساسٍ مادته (العقل !!)..
ü ولا ندري إن كانت كلمتنا هذه ذاتها كتبناها بتأثير من (العقل) أم (الجنون) دون أن نغضب لو وُصفنا بالمفردة الثانية بعيداً عن الذي أذهب عقل ابن الملوح..
ü فالجنون بسبب إمرأة هو (إبداع!!) لا يقدر عليه كاتب هذه السطور..
ü ومعذرة لقارئتنا أن (إرتد عليها) إنتقامها!!!!
[/SIZE][/JUSTIFY]
بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة آخر لحظة
