جمال علي حسن

مساندة البشير لسلفاكير .. الحياد رماد


[JUSTIFY]
مساندة البشير لسلفاكير .. الحياد رماد

لم تفعل الخرطوم مع جوبا مافعلته مع مصر حين تفجرت الأحداث عقب انقلاب السيسي على مرسي والذي تجنبت فيه الخرطوم أي خوض وجدل فكان الموقف الرسمي المعلن الاكتفاء بأن مايحدث في مصر بالنسبة للسودان هو شأن داخلي ..( فل استوب)..
ولكن جوبا تختلف .. وقبل ابتعاد شمس الصباح المتفجر أمس عن زاوية شروقها حين بلغ الخبر بأن حكومة سلفاكير تواجه هجمة انقلابية مرتدة عليه كانت متوقعة منذ فترة ، أجرى الرئيس البشير اتصالاً هاتفياً مع الفريق سلفاكير ميارديت رئيس دولة جنوب السودان اطمأن خلاله على الأوضاع الأمنية ..
الخرطوم وبهذا الاتصال تودع موقفاً واضحاً يساند استقرار نظام سلفاكير وهو بالقياس العام يعد موقفاً عملياً جديداً يعبر عن يقين الخرطوم برهانها الكبير على استقرار نظام سلفاكير بعد تصفيته أهم كبار قادة الحركة الشعبية من نوابه ومساعديه ..
الموقف كان واضحاً ومقصوداً بمعناه وبرسالته السياسية والاستراتيجية وبرغم أنه موقف صعب وحساباته معقدة لكن الخرطوم حسمت أمرها باكراً وقررت مغادرة مربع الحياد وتعاملت مع أزمة سلفاكير في جوبا بأسلوب مختلف تماماً عن تعاملها مع مرسي في القاهرة ، لأنه لو كان السودان موجوداً داخل كل ملفات الأمن القومي المصري فإن جوبا هي العاصمة الوحيدة الموجودة داخل كل ملفات الأمن القومي في السودان ..
من الواضح أن الخرطوم باتت مطمئنة لعلاقتها مع نظام سلفاكير ولها حلولها التي تعرفها حال تصاعد الظن والاشتباه في تجدد واستمرار دعم وإيواء سلفاكير للحركات الدارفورية والجبهة الثورية ..
ومن الواضح أن تعامل الخرطوم مع كاتيوشا كادوقلي التي تطلقها مليشيات الجبهة الثورية هذه الأيام لم يعد محسوباً بتلك الحساسية القديمة حين كانت الجبهة الثورية تطلق رصاصة عدائية فيكون رد الفعل الرسمي متجاوزاً الشك باليقين أن حكومة سلفاكير هي التي تعبء خزانات الوقود .. وخزانة الرصاص.
والآن من الواضح والمفترض أن تكون الخرطوم لها ( دبارتها) وتصرفها بعيداً عن الشكوى والاستنكار لو تكرر عليها الأذى من نظام سلفاكير بعد كل هذه المواقف الكبيرة لأن هذا الموقف الرسمي السوداني المبكر في مؤازرة سلفاكير يعتبر موقفاً أبعد من مستوى المطلوب الروتيني المفترض بين دولتين ليس بينهما عداء حالياً ولكن وفي نفس الوقت ليس بينهما تحالفاً أمنياً أوعسكرياً واستراتيجياً ساري المفعول فكل اتفاقيات التعاون الأخيرة بين السودان وجنوب السودان تطمح على الأقل الآن إلى مستوى وقف مظاهر العداء والتعاون في ملفات المصالح المشتركة ، وهناك فرق بين وقف العدائيات وبين التحالفات أو الاتفاقيات الأمنية المتقدمة أكثر والتي تسمح بدرجات ومستويات أخرى أبعد من مجرد تفقد الأحوال والاطمئنان المتبادل بين البلدين ..
ليس مسموحاً لسلفاكير أخلاقياً بعد هذه المواقف أن تعاوده نوبة حماقة بتغذية التمرد العسكري ومليشيات الجبهة الثورية العنصرية في السودان ..
يفهمها ويعقلها هذه الرسالة جيداً من المفترض ..كما أن الوضع النموذجي حقاً الذي يجب التفكير فيه بشكل استراتيجي هو الانتقال في العلاقة الأمنية بين البلدين من مرحلة التعاون إلى مرحلة الدفاع المشترك .. ولم لا..؟!!

[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي