مكي المغربي

أزمة الجازولين … اسمع كلام الببكيك!

[JUSTIFY][SIZE=5] [CENTER]أزمة الجازولين … اسمع كلام الببكيك! [/CENTER] من السهل جدا ركوب الموجة … وهي المطالبة باستمرار الحكومة في سياسات الدعم و”دغدغة” المشاعر الشعبية بانحياز الصحافة والصحفيين لمطالب الشارع السوداني والجماهير كما يمكن استنطاق بعض “الخبراء المزعومين” الذين يقدمون حلولا أخرى لتفادي رفع الدعم أو للتشكيك في وجود الدعم من الأساس..!
لقد اختار بعض الكتاب هذا المسار في سبتمبر الماضي وتوهم بعضهم أن تصعيد هذه النبرة بالتزامن مع اتساع رقعة الاحتجاجات سيبطل قرار رفع الدعم وستضطر الحكومة للتراجع عنه ويرفع الشعب الكتاب الذين قادوا الحملة على الاعناق!
هذه “العواطف” و “الطموحات” لا محل لها من الإعراب في حضرة الأرقام الاقتصادية … التي لا تعرف إلا منطق (واحد + واحد = اتنين) …. فالمسألة هي: ما تستطيع الحكومة القيام به وليس ما تريده؟!على مستوى الرغبة والإرادة ليس من المعقول أن تكون هنالك حكومة باحثة عن مشكلات إضافية لما تواجهه من مشكلات أمنية وعسكرية واضطرابات في الأطراف وفي العمق في جنوب كردفان وغيرها … لكن لم تكن الحكومة تستطيع الاستمرار في دعم البنزين … وقامت بما قامت به ولم يكن متوقعا التراجع … والذين راهنوا على التراجع “بما في ذلك حركة الإصلاح الآن عندما كانت تيارا إصلاحيا” كانوا محدودي النظر ويعتقدون أن قرار رفع الدعم ـ جزئيا ـ قرار سياسي حزبي أملته على الرئيس مجموعة حوله تزين له ما يحدث وربما تخطط للزج به في معركة و…
كل هذه الأوهام والأساطير تسللت إلى عقول كبيرة وضمائر نقية لسبب بسيط للغاية أنها لم تتعامل مع المشكلة باعتبارها مشكلة اقتصادية وأن هنالك أرقاما ومعطيات وضعت إحداثيات ورسمت الملعب للحكومة ولا يمكن الخروج من الملعب ولا قوانين اللعبة…. والتشكيل الوزاري الأخير أثبت أن الرئيس والقيادة السياسية مطلقة اليد تماما ولا توجد مجموعات تسيطر عليها وتقرر هي ما تريد.
في هذا السياق من الإنحياز لمنهج التحرير الاقتصادي بما في ذلك رفع الدعم كاملا يجب الحديث عن الآتي:
1- الشفافية في صرف الأموال ومحاربة الفساد والتبديد والبذخ السياسي واستمرار الجرح والتعديل للمسئولين.
2- التشديد على انحياز الحكومة للمواطن والمنتج وتنفيذ السياسات الداعمة للإنتاج وتوظيف ما يتوفر من أموال لتمويل لحماية المنتج وتشييد البنى التحتية المتصلة بعملية الإنتاج خاصة في المجال الزراعي والحيواني.
3- الاستمرار في دعم الشرائح الفقيرة وتعزيز الشفافية والعلمية في هذه المجال حتى يتم التأكد من وصول الأموال لمستحقيها ومكافحة أي شكل من أشكال الفساد في هذا المجال.
أنا أتفهم بل أطالب بأن تعالج الصحف هذه القضايا بكل وضوح وبكل جرأة كما يجب للحكومة أن تأخذ كل ما ينشر في هذا الصدد محمل الجد حتى يثبت العكس ولكنني لا أتفهم أن تكتب بعض الأقلام عن إمكانية استمرار منهج التحرير الاقتصادي مع سياسات الدعم في وقت واحد وجنبا إلى جنب … لأن مثل هذه الكتابات تضلل المواطنين.
من اجمل الأمثال السودانية … اسمع كلام الببكيك ما تسمع كلام البضحكك … يجب أن نتعامل مع هذه الحقيقة المرة ويجب أن نتعامل معها دون “مكياج” … ستستمر الأزمات الاقتصادية وستتواصل حالات الندرة طالما هنالك اقتصاد مدعوم … وهذه الهزات تحدث الآن متباعدة زمنيا … قبل شهرين أزمة خبز وحاليا أزمة جازولين وبينهما أزمة غاز …. ولكن ستتقارب الفترات الزمنية شيئا فشيئا!
لا بد للحكومة من مواجهة الحلول ولا بد للصحافة من تسليط الضوء عبر تحقيقات استقصائية في مجالات البحث الثلاثة التي ذكرتها مع فصل هذا التحقيقات تماما عن قضية رفع الدعم … لأنها قضية منفصلة وهامش المناورة فيها بالنسبة للحكومة ضئيل للغاية وليس كما نتمنى أو نشتهي!

نهاركم سعيد – صحيفة السوداني[/SIZE][/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. مع احترامي للكاتب في شخصه، لكن منطقه واسلوب تحليله غير سليم البته.
    فاذا كان الامر فعلا رفعا للدعم عن هذه السلع وغيرها فهو امر لاغبار عليه بل وقد يكون مطلوب.
    لكن للاسف الامر ليس كذلك على الاطلاق، لكن الحقيقة ان الحكومة تتاجر وتريد ان تتربح من وراء بيع هذه السلع باسعار تفوق قيمتها الحقيقية واسعارها العالمية المعروفة، والمتاح الاطلاع عليها على مدار الساعة واليوم.
    لاادري لمن يكتب البعض مثل هذه الاراء والتحليلات الفطيرة ؟