عبد الجليل سليمان

مايكل هيلر السوداني

[JUSTIFY][SIZE=5] [CENTER]مايكل هيلر السوداني[/CENTER]

وفي الأخبار العالمية أن النقيب كريس سميرنوس، من شرطة كاليفورنيا، إن جون ويستبورغ (69 عاماً) اتصل بالشرطة عندما سمع صوت شاحنته، أثناء قيادة لص لها، وأضاف: سميرنوس أنه تم إيقاف الشاحنة بعد 20 دقيقة، واعتقل اللص الذي اعترف لعناصر الشرطة أنه سرق شاحنة ويستبورغ لأنه كان بحاجة إليها للوصول إلى قاعة المحكمة، حيث يحاكم في قضية سرقة سيارة أخرى. يُذكر أن أن مايكل هيلر (21 عاماً) كان اعتقل بتهمة سرقة سيارة وحيازة سيارة مسروقة واحتجز في سجن شاستا كاونتي. والراصد لسلوك المسؤولين الحكوميين، لن يبذل جهداً ليكتشف أنهم من طينة هلير، إذ يرتكبون الخطأ ويكررونه مرات عديدة دون أن ترف أجفانهم، لكن عند المقاربة الدقيقة بين هلير الأميركي وهلير السوداني، تكتشف أن (الأميركاني) أكثر شجاعة، إذ أنه اعترف بفعلته المشينة وبرر لها، لكن السوداني لا يعترف أبداً ويظل منخرطاً في حالة انكار تثير الشفقة والرثاء وتدر الدمع وتجلب الحزن.
وزارة النفطـ، تمثل هذه الأيام الـ(هلير) السوداني الأعظم، فهي ما فتئت تكرر أنها الحرب الدائرة في الجوار الجنوبي لن تأثر على إمدادات الوقود، وبينما هي تعلن ذلك يشهد الناس كلهم على صفوف في محطات الوقود وصفوف في مواقف المواصلات، يشهدون كل ذلك ويضحكون من التصريحات، وقبل أن تنحسر انفراجة أفواههم الضاحكة، تلقمهم النفط بتصريح آخر، مثل نُحمّل شركات توزيع مسؤولية عودة صفوف السيارات في محطات الوقود لأنها تقاعست عن سحب الكميات المخصصة لها يوم الجمعة.
وأمس وبينما نفت النفط نفياً قاطعاً وجود أزمة كانت الأزمة ماثلة أمام الجميع، وهذا ما ظلت تفعله وتكرره وتجتره هذه الوزارة منذ أن خلقت في هذه البلاد، تفعله ثم (ترفع) الدعم من سلعتها الرئيسة.
على أي حال، ليست النفط وحدها من تسلك (درب) هلير، لكنها أيامها هي التي جعلتها تبدو في حالة أسوأ منه، ليتها تعترف وتبرر مثله، تقول أن هناك أزمة وربما تستفحل، أليست هذه الحقيقة؟ اليس من المحتمل عسكرياً أن تفرض قوات مشار ومواليه سيطرتها على حقول النفط؟ أليس من الوارد أن تشتعل تلك الحقول ويتوقف الإنتاج والضخ ولو إلى حين، وهل الذي يدور في الجوار المنتج للنفط (حفل عرس) أم (حرب لا تبقي ولا تذر)؟ فما الذي يجعل إذن وزارة النفط تمضي عكس اتجاه الحقائق؟ لولا أن (هلير) سكن وجدانها وتمدد بين مفاصلها وسرى في شرايينها، وأشعل (جازها) بثقاب أسلوبه

الحصة الأولى : صحيفة اليوم التالي [/SIZE][/JUSTIFY]