و(لا فيفي عبده)..!!!

ü القذافي كان يصيح في الموالين له من شعبه من أعلى القلعة العجيبة تلك: (ارقصوا وغنُّوا واستعدُّوا)..
يستعدُّوا لماذا؟ لست أدري..
ولا أظن أنَّ القذافي نفسه كان يدري..
فالمهم أن يغنُّوا ويرقصوا و(خلاص)..
وربما كان المطلوب هو توصيل رسالة للخارج مفادها أنَّ شعب ليبيا مادام يرقص ويغني و(يهِّيص) فهو بخير..
أي أنَّه ليس محتجَّاً على شيء- شعب ليبيا هذا- سوى محاولة الآخرين حشر أنوفهم في شؤونه الداخلية..
والرقص يُوحي- بالفعل- بأنَّ صاحبه (مبسوط خالص!!)..
ومناسبة حديثنا (الراقص) كحلوى (الهلام) هذا هو ملاحظة أبداها نفرٌ من كبار السن- في مناسبة اجتماعية- عن شباب اليوم..
قالوا إنَّ شباب زماننا هذا أضحى أغلبهم (رقَّاصين!!)..
وإرضاءً للشباب هؤلاء صارت كثير من فضائياتنا (راقصة!!) هي ذاتها..
فهي لا (شغلة) لها سوى الغناء والرقص و(الهجيج) منذ الصباح وحتى المساء..
والبرامج باتت أداة تفريخ للمزيد من هواة (الهشك بشك!!) من الجنسين..
«يعني»- بالصلاة على النبي- مشاكل بلادنا (اتحلَّت) كلها ولم يبقَ لنا سوى أن نغنِّي ونرقص و (نستعد)..
نستعد لماذا؟ لست أدري؛ فهكذا قال القذافي..
والعبارة الساخرة أعلاه- بالمناسبة- وردت في مقال لكاتب خليجي مع اختلاف في الصياغة..
فقد تساءل الكاتب هذا عن (السر) في التوجُّه (الغنائي!!) لفضائياتنا- مصحوباً بالرقص- في وقت يواجه فيه السودان مصاعب إقتصادية جمَّة..
وتساؤله هذا- للعلم- كان قبل رفع الدعم، وزيادة الأسعار، وتهاوي الجنيه..
ولعله يضرب كفاً بكفٍ الآن- الكاتب المذكور- وهو يقول في سره: (هادول السوادنة، إيش صار فيهم؟!)..
ü فالرقص مازال منافساً لرواد شارع الهرم، و(الهجيج) يذكَّر بليالي شارع (الحمرا)، و(فرَّاخاتنا!!) الفضائية تعمل بطاقتها (الميوعية!!) القصوى..
ü وبما أنَّ (التوجُّه الغنائي) هذا لا صلة له- حسبما نعلم- بـ (التوجُّه الحضاري!!) فإنَّ علامة استفهام كبيرة (تتراقص!!) في أذهاننا ولها (إيقاع)..
ü هل المطلوب- يا ترى- أن يصبح السودانيون جميعهم (رقَّاصين!!) بعد اندثار جيل (غير الرقَّاصين) الغاضب هذا؟!..
ü أم المطلوب أن (يستعد!!) الراقصون هؤلاء- من جيل الشباب- لشيء قادم مثل الذي وعد به القذافي أتباعه من قبل؟!..
ü طيب؛ ما هو الشيء القادم هذا بافتراض أنَّ (النظرية القذافية) هي المقصودة؟!..
ü هل هو مثل الذي حادث هذه الأيام من أوضاع اقتصادية ومعيشية وإجتماعية؟!..
ü إن كان الأمر كذلك فقد نجح التوجُّه الغنائي بدرجة امتياز..
ü فقد تم ضرب هَم الغلاء بـ(الرقص!!) عوضاً عن ذاك الذي كان (يضرب) به (غير الراقصين) فيما مضى..
ü وصار بعض شباب اليوم (الرقَّاص) يصلح كلٌّ منهم أن يكون منافساً لـ(أجعص رقَّاصات شارع الهرم)..
ü يصلح أن يكون (رقَّاصاً) و(لا فيفي عبده!!!!!!!).
بالمنطق – صحيفة آخر لحظة [/SIZE][/JUSTIFY]
