جمال علي حسن

مرشح الوطني للانتخابات


[JUSTIFY]
مرشح الوطني للانتخابات

في مارس الماضي أعلن البشير رسميا أنه لن يترشح للرئاسة في الانتخابات القادمة وقال في حوار صحفي تم نشره في عدد من الصحف (إن هذا الموقف ثابت إن شاء الله)..

رئيس رئيس قطاع العلاقات الخارجية بحزب المؤتمر الوطني حينها بروفيسور إبراهيم غندور، مساعد الرئيس حاليا كان وبعد إعلان البشير قد قطع في حوار صحفي معه بأن الأستاذ علي عثمان محمد طه هو الأقرب إلى خلافة الرئيس عمر البشير في الترشيح للانتخابات.

على عثمان نفسه في حديثه لقناة الجزيرة مؤخرا قال إن البشير لا يرغب في الترشح في الانتخابات..

وتمر الأيام ويغادر علي عثمان موقعه ويدخل غندور القصر..

قبل يومين يعود غندور مساعد الرئيس الجديد ويقطع يقينا بأن مرشح حزب المؤتمر الوطني في الانتخابات الرئاسية المقبلة هو الرئيس عمر البشير، مشيرا إلى أن البشير هو المرشح الوحيد للحزب، ولا يوجد مرشح آخر..

لم تنته الحكاية هنا حتى نقول إن تصريح السيد مساعد رئيس الجمهورية كان تعبيرا عن موقف جديد ونهائي قررته قيادة الحزب واضطر غندور أن يتبناه ويتناسى تصريحاته السابقة عن الخيارات والبدائل..

ولكن وبعد ساعات من تصريحات غندور التي أطلقها خلال اجتماعه مع أعضاء اللجنة المركزية لاتحاد عمال السودان قبل يومين يخرج لنا دكتور الحاج آدم ليلة الأحد بتصريح ينسف قطعية مساعد الرئيس تماما وهو يقول (إن تسمية مرشح المؤتمر الوطني للانتخابات الرئاسية المقبلة لم تحن بعد).. ويخرج تصريح آخر في نفس الاتجاه على لسان الأخ المهندس قبيس المصطفى المتحدث باسم الحزب وهو يقول (إن الوقت لم يحن بعد لتحديد أسماء بعينها للترشح باسم المؤتمر الوطني في الانتخابات المقبلة، منوهاً إلى أنها مسؤولية يضطلع بها المؤتمر العام للحزب. ويؤكد أن الحزب قادر على تقديم المرشح المناسب لخوض المرحلة القادمة باسمه، وأن المؤتمر الوطني سيحسم هذه المسألة، وسيقدم من تتفق عليه إرادة الناس)..

وحتى لو كان أمر ترشيح المؤتمر الوطني للبشير في الانتخابات القادمة لا يزال غير محسوم أو محل خلاف بين مناصرين يجاهرون بمناصرتهم لهذا الاتجاه وبين معارضين يهمسون بعدم حماسهم لإعادة ترشيح البشير.. حتى لو كان هذا هو الوضع القائم وغالبا هو كذلك فإنه ليس من المناسب لحزب حاكم له مؤسسات و(شنة ورنة).. أن تتصادم تصريحات قياداته الرفيعة في الهواء بعد أن تتصادم مع نفسها..!

الرأي العام لا يتعامل مع تصريحاتكم وكأنها أغنيات حفل صاخب لا يحرص المغني فيه على أداء الأغنيات التي يحفظ كلماتها طالما أن الآلات الموسيقية ستكمل الناقص وتغطي على عدم الحفظ..!

قلنا من قبل إن إعادة ترشيح الرئيس البشير هي محك حساس داخل الحزب الحاكم.. يتجنب فيه الجميع حمل (وش القباحة).. والإفصاح عن بدائل وخيارات أخرى.. بصراحة تلك هي الأزمة

جنة الشوك: صحيفة اليوم التالي [/JUSTIFY]