جمال علي حسن

سوار الذهب.. لا تظلموا الرجل


[JUSTIFY]
سوار الذهب.. لا تظلموا الرجل

تصريحات المشير سوار الذهب بأن الوفاق الوطني وتوحيد الصف وإجماع الكلمة، هي المخرج الوحيد لحل مشاكل البلاد في العام الجديد قوبلت هذه الدعوة بالكثير من الهجوم على الرجل وجددت أصوات معارضة اعتادت على تجريمه، جددت هجومها ونقدها الحاد لسوار الذهب ووصفوه بأنه متآمر على انتفاضة أبريل ومشارك في انقلاب 89.

الرجل الذي كانت السلطة بين يديه عام 85 فسلمها للحكومة المنتخبة يتهمونه بمعلومات سماعية غير موثقة وغير حقيقية الهدف منها نسف شخصية قومية قدمت موقفا غير مسبوق في تاريخ السودان.

وللحديث عن سوار الذهب يجب أن نقر بأن الرجل له انتماء أو ميول للإسلاميين وهذه قناعات خاصة به يجب أن يحترمها الجميع كما يجب أن يزيد احترامهم ويتضاعف طالما أن الرجل أدار الفترة الانتقالية بنزاهة ولم يتلاعب في ميدان الممارسة الديمقراطية ليسلم السلطة للجبهة الإسلامية التي ينتمي أو يميل إليها بل خسر الترابي دائرة الصحافة وجبرة في تلك الجولة الانتخابية النزيهة.

أما حكاية تسجيل بيان الإنقاذ الأول باستديوهات منظمة الدعوة الإسلامية فإن هذا لا يعني أن التنسيق تم مع سوار الذهب شخصيا فمعروف أن منظمة الدعوة الإسلامية هي إحدى المنظمات الإقليمية التي تضم عددا كبيرا من قيادات الإسلاميين قبل وبعد عام 1989.

لكن ومع الأسف هناك تيار من المثقفين السودانيين ظل مثابرا على ممارسة نوع غريب من الإسقاطات غير السوية تتمثل في محاولة حرق وتمزيق صفحات التاريخ حتى نظل في حالة ارتياب مستمر في كل ما هو حولنا.

وحين تطلب منهم أن يقدموا شهادة أمينة في رجل تسلم مفاتيح البلد في يده ثم سلمها بالتزام مبدئي صارم للحكومة المنتخبة بلا (لكلكة) ولا تأخير يكون ردهم مثل الذي كتبه الأخ خالد عويس قبل سنوات وأسس فيه لمشروع نسف سوار الذهب في مقال بعنوان (سوار الذهب أكبر أكذوبة) يقول عويس (سوار الذهب لم يكن يتحلى بقوة الإرادة اللازمة للانحياز كوزير للدفاع بالجيش إلى الشعب السوداني في تلك الساعات المفصلية التي ثار فيها على حكم الديكتاتور جعفر نميري. وكان يؤثر السلامة على مجرد التفكير في “خيانة” نميري الذي عرف بسحله لكل من تسول له نفسه من العسكريين بالانقلاب عليه ويقول سوار الذهب كان مرغما على القبول بترؤس المجلس العسكري الانتقالي الذي تألف في 6 أبريل 1985 ويعود لأعضائه قادة الأفرع العسكرية الرئيسة الفضل في وقوف الجيش السوداني إلى جانب الخيار الشعبي بتنحية نميري. وضع هؤلاء الضباط الكبار الذين اتخذوا قرار الإطاحة بالطاغية، سوار الذهب في الساعات الأخيرة من الانتفاضة الشعبية أمام خيارين، إما أن يرأس المجلس بوصفه وزيرا للدفاع وأرفع الرتب العسكرية في الجيش أو مواجهة مصير مجهول فيما لو قرر الوقوف إلى جانب الرجل الذي اختاره وزيرا لدفاعه!).

لاحظوا محاولة مصادرة الموقف ونزع الحق من صاحبه.. خالد عويس يريدنا أن نقتنع بحديثه وهو يصف مواقف ظنية يفترضها هو حسب قدراته الخارقة في سبر أغوار قلب الرجل ونواياه ثم يتجاهل الموقف العملي الموثق.. يا خالد ياعويس (خذ ما تراه ودع شيئا سمعت به في طلعة البدر ما يغنيك عن زحل) كما يقول الشاعر.

ويا سادة يا كرام لكم أن تتحفظوا على دعوة سوار الذهب للوفاق ولكن ليس من حقكم نسف تاريخ الرجل وموقفه التاريخي الكبير..

اختلفوا مع سوار الذهب فكريا ولكن لا تنسفوا موقفه الوطني الذي لم ولن يقدم أحدكم موقفا مثله

جنة الشوك : صحيفة اليوم التالي [/JUSTIFY]