جنوب السودان في الصحف الأمريكية..!

ماكس فيشر من الواشنطون بوست ومارك لاندلر من نيويورك تايمز يتحدثون عما تحدث عنه صديقي الآن بوزويل في ميامي هيرالد ومجموعة صحف ماكلاتشي قبل قرابة السنتين.
والأمريكان يتمتعون بصراحة مذهلة وتقل عندهم نسبة “الدغالة” لأقصى حد … يسألونك سؤالا واضحا … انت رامي وين؟! وعندما تجيب لك الحق أن تعود عليهم بذات السؤال … وستجد إجابة صريحة … إياك والكذب عندما يصدق معك الطرف الآخر … ولكن في أماكن أخرى وأوقات أخرى يجوز الكذب وسيمرر الطرف الآخر كذبتك طالما تمرر أكاذيبه وإلا …!
وألان بوزويل كان يعمل لصالح هيومانتي يونايتيد وهي منظمة صغيرة جدا في كليفورنيا ولكنه يقيم في نيروبي ويتولى جميع مراسلات صحف ماكلاتشي لمنطقة شرق أفريقيا … عندما كتب “لوبي الدولة الفاشلة” قامت الدنيا عليه ولم تقعد … كيف يكتب كاتب أمريكي مقالا لصالح “المجرم عمر البشير” حسب التصنيف السائد هناك ..!
ولكن الكاتب يوغل في النقد ويصفهم بالتغاضي عن الجرائم ضد الإنسانية في جنوب السودان وتتبعها شمال السودان لأن القضية بالنسبة لهم هي “عمر البشير” وليس “الحس الإنساني” … راجعوا مقالنا the white whale battle!
ومجموعة صحف ماكلاتشي لديها منافسة حادة مع صحف الساحل الشرقي أو بالأحرى الصحف الكبيرة والقديمة في واشنطون ونيويورك والتي اقتسمت السوق بينها … وعندما أسست ماكلاتشي امبراطوريتها وجمعت قرابة الثلاثين صحيفة على امتداد امريكا كان لا بد من التفرد في الخطوط الإعلامية ولا بد من النظر للأمور من نافذة لا تطل على الساحل الشرقي ..!
ولكن ماكس ومارك يرددان الآن ما كان يقوله بوزويل وهو على جسر بانتيو … ومن الغرائب أن الإنتنرت يعمل بينما الحرب بين الجنوب والشمال مستعرة والقوات الجنوبية تعود من هجليج … وتراود بوزويل الجرأة ليروي الحقيقة … هل ما حدث انسحاب أم هزيمة ويقول … المتحدث الرسمي : انسحبنا بينما الجنود العائدون في عربات متكدسة مثل علب الساردين يقولون غير ذلك … ومن جسر بانتيو يعبث بوزويل في تويتر ليجدنا هناك ويجد عشرات الاتهامات من الساحل الشرقي…قد تولينا أمرها.!
مقال ماكس بعنوان 9 أسئلة عن جنوب السودان يكفينا منه السؤال السابع … لقد كنا نرى انفصال الجنوب نجاحا عظيما … هل هو كذلك؟! ثم يجيب ماكس على سؤاله ….وردنا على فيشر ينشر في سودان فيشن اليوم وفي عدد من الصحف الإفريقية.
السؤال خطأ والإجابة ناقصة … لم يكن نجاحا … لقد كان فشلا لمخطط السودان الجديد الكامل المكتمل.. بالنسبة للجنوبيين المؤمنين بفلسفة السودان الجديد لقد كان فشلا.. وبالنسبة لأمريكا لقد كان فشلا .. ولم يكن نجاحا إلا لسلفاكير وقطاع واسع من شعب الجنوب وبعضا من أهل الشمال.!
أما الإجابة فقد كانت ناقصة للغاية.. ومن جهة أخرى مارك يردد ذات “المناحة” … ويتحدث عن مقترح رهيب وجديد … وهو وضع جنوب السودان تحت وصاية كاملة للجيش اليوغندي والإثيوبي.!
[/JUSTIFY][/SIZE]
نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني


