سعد الدين إبراهيم

تجريبى


[JUSTIFY]
تجريبى

عرفت إن بدعة جديده اسمها الامتحان التجريبي يسبق امتحان الشهادة ويكون صنواً له.. يعني الاولاد والاسر بدخلوا في امتحانين في توترين في تعبئة عام طول العام.

ان الامتحان – امتحان الشهادة- في حد ذاته «بعاتى» معاصر.. فنجيء ونجعلهم بعاتيين ( هذه الامتحانات حولت الطلاب الى ببغاوات والمعلمين الى تجار.. لا يبيعون العلم.. انما يبيعون أسهل الطرق لعبور الامتحان

ان التفوق الاكاديمي يصبح في حالة الامتحان امبريالياً ًهو وحده القياس فلا أدنى اهتمام بميول الطالب ومواهبه.. وتفوقه في الفنون بضروبها وتفوقه في الرياضة.. وتفوقه في الفك والتركيب.. الطالب الذي لم ينجح اكاديمياً يذهب الى الهامش الى سوق العمل الشاق بدون تأهيل ولا تدريب.

امتحانان في العام سيجعلان البيوت معتقلات .. وستزدهر الدروس الخاصة ويظل الولد أوالبنت يلهث طول العام فى معاناة جسدية شاقة ومعاناة نفسية أشق حتى في النهاية يحفظ مقررات جلها عقيم وينظر الى التعليم الجامعي كأنه (مفرخة) لسوق العمل.. خاصة العمل المكتبي الحكومي.. وأنت ترى أكوام الخريجين والخريجات بشهادات أدبية وعلمية وفنية ولا يجدون عملاً ولا يجدون موهبة يستثمرونها ولا يجدون حتى الأمل.

صحيح الدراسات الجامعية تعينك على الحصول على عمل مرموق.. إن وجد .. ولكن هي قبل ذلك لتنمية القدرات العقلية والفكرية بحيث يكون تصرف خريج الجامعة سليماً ويستطيع اتخاذ القرارت المناسبة في حينها..

عندما كنا في الجامعة كان الأخ الاستاذ الفيلسوف التجاني سعيد مبتدع مقولات لمجابهة الامتحان فكان يقول في الأمثال الجديدة.. ادخل الامتحان كأنك داخل الحمام.

والمغزى الفلسفي للمثل المبتكر.. ان لا تخاف من الامتحان .. وبذلك تضمن نسبة من الاستقرار.. حيث تدخل الامتحان دون توتر وبلا خوف.

وذلك سينعكس عليك ثقة في النفس ومن ثم هدوء أعصاب تستطيع بفضل ذلك أداء الامتحان على أحسن ما يكون.

وعن توتر الامتحان كنت أعمل بالتدريس ولا أحب العمل بمراقبة وتصحيح الامتحانات رغم أن الزملاء يسعون الى ذلك ويتوسلون اليه بالواسطات.. وذات مرة أصرت مديرة المدرسة أن أعمل في المراقبة بإعتبار أن ذلك من الخبرات التي يجب أن يكتسبها المعلم

ودخلت التجربة الاولى والأخيرة.. بل لم أكمل حتى نهاية الشوط وذلك انني راقبت طالبات من عدة مدراس وحرصت في مراقبتي على أن لا أزعجهن بالكلام الكثير كنت أقف ثم أتجول ثم أقف وأنا حريص على عدم إزعاجهن حتى النظر إليهن كان لمحات حتى لا أوترهن لأن أداة الرقابة هي العين ويكون تركيز (الممتحنات) عليها.. عموماً مع كل هذا الحرص التقيت بالطالبات في الحوش وقلن لي: يا أستاذ أنت صعب كرهتنا الحياة.. ولا أدري كيف ذلك !

عموماً نريد ان يكون الامتحان يوم اختبار القدرات لا يوم يكرم المرء أو يهان.
[/JUSTIFY]

الصباح..رباح – آخر لحظة
[EMAIL]akhirlahzasd@yahoo.com[/EMAIL]