سعد الدين إبراهيم

لدينا المعاذير


[JUSTIFY]
لدينا المعاذير

كلمات قرأتها عابراً وأنا أطل على كتاب قديم لعلاء الديب هي أوراق مثقف مصري 1952-1982 عنوانها «وقفة قبل المنحدر» الكلمات لرامبو اختارها (الديب) مدخلاً ومخرجاً لجسد ابداعي اسماه «ايوب لا تنس المحن» .. هل قال رامبو (بالنص): (من المؤكد انني كنت دائماً أنتمي إلى عرق منحط لا يستطيع فهم الثورة.. إن شعبي لن ينتفض إلا لينهب مثل الذئاب تنقض على الفريسة التي لم تقتلها).. ظلت هذه الكلمات طيلة الاسبوع ترن في اذني.. تذكرتها ووردي الجميل يغني عبر تسجيل في أمسية وردي النضال والجمال ليلة راس السنة .. يغني لمحمد المكي إبراهيم (على أعتاب يناير)..كلمات ود المكي مغموسة في شجن حميم..

صباحك يفجؤنا الآن بين الاناشيد والزينة الحاشدة

وعبر الثريات والنخوة السيده

وعبر الأماديح نسأل أشواقنا الراقده

لماذا يظلون في السفح..

والقمم البكر تشدو اليها القوى الصاعدة

ونبض الفدادين يرحم سمع المدى

وقلب السماء مشاعية للصواريخ والألجم الرائدة

وليس لدينا سوى الصمت والعار والطأطأة

لدينا المعاذير يايومنا المفتدى

هل تصدقون أن وردي لحن هذه الكلمات رغم صعوبة ذلك لحنها وردي حرفاً حرفاً فصباحك هذه بصوته مع الكورال خلق منها أنشودة قائمة بذاتها.. وكلمة لماذا ؟ لحنها وردي فلم تعد علامة استفهام!! كانت هتافاً ملحمياً.. وردي أعطى (لماذا) روح جديدة وصنع منها سمفونية قائمة بذاتها .. حتى كلمة(مشاعية) جعلها لحناً مشاعاً بسيطاً سهلاً .. رغم صلابة الكلمة استطاعت أن تمشي في طرقات نغمة اسطورية ولحن شجي.. وردي حلق بنا.. بالوطن إلى قمم بعيدة قصية ونائية.. كل هذا الجمال اصبح (كان).. أما رامبو فتراقص أمامي يهتف بعبارته التى ذكرتها.. هل قسا الرجل على شعبه.. أم جار شعبه على يوتوبياه..؟ وماذا تفعل الشعوب لتروي ظمأها وجوعها غير أن تنفجر .. هل تنتظر الصفوة لقيادتها في أدب وخشوع ومن الذي أوصلها إلى حالة الذئاب تلك؟!

غنى وردي في ليلته تلك الالياذه (اليوم نرفع راية استقلالنا) فلم يطق الناس الجلوس.. وقفوا يغنون معه كلمةً بكلمةٍ.. والدموع تنهمر من المآقي.. لا أدري أيبكون على حال الوطن أم على فقد المغني الجميل !!؟؟

عشرات الأغنيات للوطن والثورة غناها وردي..

في ليلة (في حب الوطن) التي نظمتها قناة النيل الأزرق بالتضامن مع زين..

قدمت في سمتٍ جميلٍ أغنيات وطنية.. هي ذات الأغنيات القديمة بكورال جميل وموسيقى متقنة وتنظيم دقيق.. غنى الكورال اليوم نرفع راية استقلالنا.. وغنى ( فرفور) أغنية الكاشف أنا افريقي، وغنت سميره دنيا نفديك بالروح ياموطني لعثمان حسين، وأغنية جديدة لم تجد حظها في التجاوب لأننا نريد أن نلف في فلك المسموع.. أما كان يمكن مع هذا الصرف الكبير أن تقدم أغنيات جديدة للوطن.. هل نجتر اغنياتنا القديمة للحبيبة والوطن وإلى متى ؟

عقد الجلاد وحدها التي قدمت أغنياتها الحديثة فلم تخرج عن الوطن فكأنما كل ما يغنوه للوطن.. كنا نريد مثل هذا..
[/JUSTIFY]

الصباح..رباح – آخر لحظة
[EMAIL]akhirlahzasd@yahoo.com[/EMAIL]