الطاهر ساتي
بالعمل ..بالعمل ..بالعمل..!!
** وهكذا لسان حال الوطن اليوم ، حيث يصيح : أنا أمر بمنعطف تاريخي خطير .. ولكن آذان العامة أفسدتها ألسنة الساسة ، ولذا لم تسترق السمع بعد ولم تثق فى مصدر الصيحة بعد ، بمظان أنها صيحة ألسنة الساسة المتوارثة والمتتالية ذاتها ، وهو ظن خاطئ ..بل خاطئ جدا ..فالرابع من مارس وما بعده يختلف عن أي يوم آخر فى تاريخ هذا الوطن..وبكل صدق يجب أن تقرأ الواقع بعمق لتكتشف بلا عناء بأن هذا السودان يقف عند مفترق طرق ، والله يعلم أي طريق يؤدى الي حيث تشتهي وأي طريق يؤدي إلي حيث لا تشتهي السفن ..أي ، إلى التوهان والطوفان ثم ال ..« غرق » ..!!
** و بما أن الحكمة ضالة المؤمن ، لن نمل من نصح الكل باتخاذ الحكمة سلاحا في مقبل الأيام ، وضبط النفس مهما كان قرار المحكمة..وما تسربت وسائل ما أسمتها أمريكا بالفوضى الخلاقة إلى العراق إلا عبر طرق الجنون والغضب التى رصفتها عقول بعض أهل العراق في لحظة فى غفلة وعي ، فلنكبل تلك العقول ونجمدها إن وجدت فى رؤوس بعض أهل السودان ، ولاة ومعارضة ومجتمع ، ونفسح السوح للحكماء حتى نجنب بلادنا بحكمتهم من مخاطر تلك الفوضى العراقية ، وهى ليست بخلاقة كما تدعي أمريكا التى صنعتها بغباء بوش ثم تحاول أن تتبرأ منها اليوم وتجملها بسحب جيوشها بانسانية أوباما..بوش لم يكن غبيا كما يقولون وكذلك أوباما ليس إنسانيا كما يرددون ، بيد أن عقل العالم الثالث هو الذي لايستوعب طرائق تفكير النظام العالمى الجديد ، ولذا يظن – بجهل مدقع – بأن الأشياء هى ..الأشياء ..!!
** ليس من الحكمة ترك الأجانب بلا حماية ، أيا كان هذا الأجنبي ، مدنيا في العاصمة أوعسكريا فى دارفور .. وكذلك معسكرات النازحين ، يجب حمايتها تحسبا من أي رد فعل يصدر من أي جهة موالية أو معارضة ..نعم وحدت القوى المعارضة موقفها الرافض للقرار ، وعليه ليس من الحكمة أن يستغل بعض كوادرها هذا الحدث استغلالا سياسيا في المنابر العامة والجامعات ، وليت قياداتها تخاطب كوادرها الناشطة وتذكرها بأن النار تولد من «استفزازك للآخرين ».. ويجب أن يتذكر أي مواطن فى أي لحظة بأن هذا السودان – ماضيا وحاضرا ومستقبلا – ملكه ، فأي تفكير فى عمل تخريبي يعنى أنه تفكير فى تخريب أغلى وأعز ما يملكه ، وكذلك على المواطن ألا ينقاد لأي شائعة أوجهة تستغل هذا الحدث استغلالا يضر بآمنه وسلامة مجتمعه..فليبتعد الكل عن أي عمل فيه رائحة العنف..وليشارك الكل بوعيه في حماية الأمن والسلام فى مجتمعه ، فالأمن ليس مسؤولية الشرطة فقط ..!!
** وقرار المحكمة المرتقب في الرابع من مارس – سلبيا أو إيجابيا – يجب ألا يشغل الحكومة ومؤسساتها التشريعية والتنفيذية عن آداء واجبها بروتينها المعتاد ..بحيث تواصل الدبلوماسية فى طريق تحقيق السلام بدارفور ، وتواصل أجهزة الدولة النظامية فى بسط الأمن ، وتواصل المؤسسات التشريعية فى توفيق القوانين ورسم خارطة الطريق للبلد حتى يصل الى محطة الانتخابات بإذن الله..وتواصل الحكومات الولائية فى تنفيذ مشاريعها وخططها بمسؤولية ، وبالله عليكم لا داع لتنظيم المسيرات والصخب والضجيج الذى يعطى الإحساس للأخرين بأن البلد فى حالة حرب ، مثل هذا الاحساس يزعج الاستثمار والمستثمرين ..أقوى وسيلة لتوحيد الجبهة الداخلية هى الإنتاج ، ولا أعنى إنتاجا اقتصاديا فقط ، بل إنتاجا سياسيا أيضا..والإنتاج لا يتحقق إلا بالعمل .. فليعمل الكل مافيه خير البلد والناس ..والله المستعان ..!!
إليكم – الصحافة الاربعاء 25/02/2009 .العدد 5626 [/ALIGN]