الطاهر ساتي
إنتهى الحفل..!
** تأمل هذا المناخ الذي صار فيه الكل السياسي عقلاء بحيث يسلمون على بعضهم بأقدامهم اليسرى .. مناخ أوجدته حركة العدل والمساواة بعمليتها الشتراء .. فلندع الحركة ، فانها خسرت عسكريا وتنظيميا وسياسيا ، وبحاجة الي معجزة تعيد اليها بقايا روحها ، فلندعها لنتحدث في المناخ السائد الذي صار فيه الكل عقلاء يتعانقون بالأقدام يتوسطهم بعض المجانين – كما حالنا اليوم – بحيث يسالمون بالأيدى والأحضان .. كن مجنونا ثم تأمل هذا المناخ .. في كل ولاية مسيرة ، وفي كل محلية هتاف ، وفي كل وزارة ومؤسسة ومرفق وزير أو مدير بكامل الزي العسكري ، والتلفاز يكاد أن يعيد ساحات الفداء وأخواتها ، أما الولاة والمعتمدون – بسم الله ما شاء الله – تفرغوا تماما للخطب الحماسية التى لا يصلح استخدامها في درء مخاطر فصل الخريف وأمطاره المرتقبة .. المهم ، لو لم يكن اليوم منتصف مايو لقال المناخ السائد بأن البلد يمر بالثلاثين من يونيو ماقبل نيفاشا .. !!
** في مناخ كهذا أجمع عقلي ووعي ثم أتوكل على الله لأصبح مجنونا أخاطب عقلاء هذا المناخ الوسيع .. سادتى العقلاء ، تحياتي لكم ، وبعد .. نعم أخطأت حركة العدل والمساواة وارتكبت جريمة في حق البلد والناس ، وكذلك دفعت ثمن الخطأ والجريمة بفضل الله ثم تضحيات جنودنا الأوفياء ، لهم كل أوسمة المحبة من شعبهم وأنواط التجلة من وطنهم .. ونعم ماحدث في أمدرمان كان حدثا خطيرا تصدى له العظماء ودمروا مخاطره في سويعات .. وهكذا يجب أن يكون قد انتهى الحفل ، أو كما قال مندوب العراق في الأمم المتحدة لحظة سقوط بغداد وصنم صدام .. نعم ، يجب أن ينتهى الحفل سريعا في العاصمة وعواصم الولايات ، لقد سقطت حركة خليل – عسكريا وتنظيميا وسياسيا – تحت نيران جيش البلد وأمنه وشرطته ، ولا داعي لمد أيام الحفل – يا سادتي العقلاء – بحيث يصبح تهريجا لايفيد البلد وضوضاء لاتنفع الناس .. ولاتنسوا بأن حركة خليل أصبحت رمالا ، ولكن ضوضاءكم قد تحول تلك الرمال الي جبال .. وعليه ، فليدع الكل السياسي مؤسسات الدولة النظامية تؤدي واجبها ، وكذلك على بقية المؤسسات التشريعية والتنفيذية – الاتحادية منها والولائية – أن تكتفي بهذا القدر من الحدث والحديث وتعود الي ما كانت عليه قبل الحدث والحديث ..!!
** لوزارة الخارجية دبلوماسية مهمتها محاصرة الحركة واضعافها سياسيا ، ولمؤسسات الدولة النظامية عسكرية مهمتها مطاردة بقايا الحركة حتى القضاء عليها نهائيا .. وعليه ، على الآخرين أيضا أن يؤدوا مهامهم التشريعية والتنفيذية التى هم مكلفون بها في ولاياتهم ووزاراتهم ، ومن آخذ أجرا نظير عمل فان الله لن يحاسبه بعمل عامل آخر …تلك نصيحتي ، وأتمنى الا أكون مجنونا ..!![/ALIGN]
إليكم – الصحافة – الخميس 53 مايو 2008م،العدد 5353
tahersati@hotmail.com