زهير السراج

قبل فوات الأوان

[ALIGN=CENTER]قبل فوات الأوان!! [/ALIGN] يجب أن تكون قضيتنا الأساسية هي دارفور، والوصول الى اتفاق سلام يشترك فيه الجميع، ويرضى عنه الجميع، وعلى رأسهم أهل دارفور الذين استطالت معاناتهم وسئموا النزوح واللجوء وأحاديث الساسة!!
* قلنا ذلك أكثر من مرة، ونقوله الآن، ويجب ان نكون مهيأين للجلوس حول مائدة المفاوضات والحوار بدون شروط مسبقة، والاستعداد لتقديم التنازلات لبعضنا البعض، للالتقاء في المنطقة الوسطى التي نرضاها مكاناً للقاء، ولم الشمل وممارسة المواطنة بكل حقوقها وواجباتها، يتساوى في ذلك الجميع، حكاماً ومحكومين!!
* السير نحو المنطقة الوسطى، قد يكون صعباً او شاقاً، ولكنه ليس مستحيلاً، ولا محفوفاً بالتنازل عن كل شيء، او اهدار الكرامة، وانما ببساطة شديدة، وبلغة كرة القدم المحببة الى نفوسنا.. ان نعطي ونأخذ.. (خذ وهات).. حتى نصل الى المرمى ونحرز الأهداف!!
* ومن حسن حظنا ونعم الله علينا، إرثنا الضخم في معالجة المشاكل والنزوح الى الصلح والتصالح، الذي اثبت جدواه ونجاحه في كثير من الأزمات والمشاكل، بالإضافة الى طبيعتنا التلقائية التي تقودنا الى التجمع والتماسك في الملمات وفي الأفراح.. مهما كان بيننا من خلافات!!
* هاتان الميزتان كفيلتان بحل جميع مشاكلنا وعفونا عن أخطاء بعضنا البعض!!
* السبيل الوحيد لحل مشاكلنا، وحل ازمة دارفور وتحقيق الاستقرار والسلام في البلاد، وانصاف اهل دارفور.. هو (الحوار الداخلي).. هو (العمل الداخلي).. هو الهدية القرآنية الثمينة التي عصبنا عنها عيوننا.. (لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).. صدق الله العظيم، فالتغيير، او (الانتقال من الحرب الى السلام) او من حالة الى حالة، بالنسبة للفرد او للجماعة او للوطن، لا يحدث إلا من الداخل، وليس من الخارج!! فاذا كان الله سبحانه وتعالى نفسه، جلت وعلت قدرته، قال انه (لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، فكيف ننتظر التغيير كي يأتينا من الخارج، من امريكا أو أوروبا.. او تشاد.. او المحكمة الجنائية، بينما نحن في حالة انتظار وترقب وسلبية؟!.
* ان ما يأتي من الخارج، ليس تغييراً، ان لم يكن بقبولنا ورضانا وارادتنا، وانما تدمير.. او تغيير الى الأسوأ، وهو بالتأكيد ليس المصير الذي نطلبه لأنفسها!!
* علينا جميعاً ان نفهم ذلك.. وان نقدم التنازلات، سواء كنا في الجنوب أو في الشمال او في الغرب او في الشرق او في الوسط أو في المؤتمر الوطني او في الحركة الشعبية أو في الحركات المسلحة في دارفور او في الاحزاب والقوى السياسية الاخرى، حتى ننتقل الى حالة وسطى، الى (منطقة وسطى)، نعيش فيها جميعاً بسلام!!
أما اذا انتظرنا السلام، ليأتينا من الخارج، فعلينا ان نستعد لسنوات طويلة من المعاناة والآلام.. الخاسر الوحيد فيها هو (نحن).. سواء كنا في هذا الطرف او ذاك..
* دونكم ما يحدث في جنوب افريقيا التي تصالحت مع نفسها، وعفت عن أخطاء الماضي، وما يحدث في العراق التي رهنت نفسها الى الخارج، القريب منها او البعيد.. فأي التجربتين نريد؟!.

drzoheirali@yahoo.com
مناظير – صحيفة السوداني – العدد رقم: 1181 2009-02-25