حزمة أعياد: نهاية الأسبوع.. الخرطوم تسهر صباحي
على كلٍّ، اتفق شباب صنيقعة وقرروا الذهاب لإحدى الغابات المجاورة لقريتهم ليحتفلوا بالعام الجديد على شواء لحم عجل تشارك في دفع ثمنه نحو (50) من المشاركين في الرحلة.
# سهر صباحي
في الوقت الذي كان هؤلاء الشباب يعدون عدتهم للاحتفال بإطلالة العام 2015م في وضح نهار الخميس المنصرم، كانت الخرطوم تعج بصخب لا مثيل له، حيث سهر ثلثا مواطنيها حتى الفجر على شاطئ النيل المفترى عليه، وفي الحدائق العامة على قلتها، وبقية المناطق التي ارتضى السكان ارتيادها عن طيب خاطر على تواضعها أمام المناسبة الكبيرة.
امتدت السهرات إلى الساعات الأولى من الصباح، ولم يعكر صفوها إلا فئة قليلة من المحتفين جندت نفسها لإثارة الصخب الليلي والضوضاء في مناطق متفرقة، فقامت بجلب المفرقعات والبيض والطماطم وغيرها، وانطلقت تتمركز في أماكن بعينها لاصطياد (ضحاياها). وبما أن مثل هذه الأفعال ليس وليدة هذا العام، أولت جهات الاختصاص أهمية قصوى لمحاربتها والحد منها بالقبض على الفاعلين أو حثهم على الكف عن إيذاء المحتفين، لكن رغم تلك التحوطات لم تخل ليلة الاحتفال من الرشق بالماء والبيض هنا وهناك.
# موضة جديدة!!
لم يكن الاحتفاظ برأس العام الجديد يتجاوز في السابق طبقات بعينها في المجتمع، إذ أن الأغلبية ظلت تتعامل معه كيوم للراحة مثله مثل العطلات المعروفة، لكن سرعان ما تغيرت هذه النظرة إلى أن بلغ هوس الاحتفالات بالعام الجديد داخل الخرطوم كل الأحياء حتى الشعبية منها، بحسب وصف (عبير عيسى) من أم بدة الحارة 48 التي أشارت إلى ما حدث بالأمس، وهو أن كل الأحياء رجت بالصراخ والهتاف والألعاب النارية عندما بلغت عقارب الساعة الثانية عشرة ليلاً معلنة عن ميلاد عام جديد، انتظره الناس بفارغ الصبر ليخلصهم من مآسي العام المنصرم ورغم تشابه الواقع بين العامين، لكن الناس صغارا وكبارا هتفوا باستقباله أملاً وتفاؤلاً فيما يخبأه بين أيامه. وأرجعت عبير انتشار ظاهرة الاحتفالات التي بدأت تمتد إلى الأحياء الشعبية في السنوات الأخيرة إلى أن صارت ظاهرة للعيان في هذا العام للكبت والضيق الاقتصادي اللذين يرزح تحت وطأتهما قطاع واسع، ولهذا ظل الناس يتصيدون الفرصة مهما كانت صغيرة لتحويلها لحدث ضخم يرسم على شفاههم أفراحاً ولو مؤقتة.
#تحريك ركود الأسواق
تزامُن ثلاثة أعياد مع بعضها البعض ألقى بحجر في بركة الأسواق الراكدة منذ أشهر كما وصفها الطيب على التاجر بسوق ليبيا، وتزامن عيد الميلاد مع عيد الاستقلال والمولد النبوي الشريف ووقوعها جميعاً في أسبوع واحد منح العديد من الأسر فرصة ثمينة للسفر خارج الخرطوم أو لزيارة أقاربهم داخل المدينة نفسها، وفي الحالتين كان لابد لأسر أن تشتري الكثير من الأغراض والملبوسات والأحذية والمأكولات، فأدى هذا لحراك لا بأس به في الأسواق جميعاً التي استقبلت الجمهور منذ يوم 25 ديسمبر مع بداية عيد الكريسماس ومن ثم بقية الأعياد الأخرى. واعتبر الطيب أن الحراك التجارى في الأعياد المذكور تجاوز ذلك الذي يحدث في الأعياد الكبيرة كالأضحى وعيد الفطر، لأن في تلك الأعياد يهتم الناس دائماً بأشياء لا يؤولونها اهتماماً الآن. متوقعاً أن تنتقل بهرجة الاحتفاء برأس السنة والكريسماس في مقبل الأيام للقرى والمناطق النائية التي بدأت بالفعل تتأثر مؤخراً.
# مواسم سياحية
بجانب الاحتفالات بالمناسبات المعهودة اتجهت ولايات عدة لترتيب وإقامة مهرجان سياحية أطلقت عليها أسماء بعينها وحصدت لها دعماً مادياً وغطاء ثقافياً وفنيا كثفت من الترويج لهذه المهرجانات تحت للافتة المواسم السياحية يرافقها قيام أسواق تجلب أموالا مقدرة، كما عدَّها الطيب علي، وتزيد التأثير على المجتمع بأن يستعد لاستقبالها، ومن هنا أصبحت فكرة الاحتفال بعيد الميلاد ورأس السنة شائعة بين الناس في كل مكان.
اليوم التالي
خ.ي