عبد الجليل سليمان

الدُعاء دا “قِصتو” شنو؟

[SIZE=5][JUSTIFY][CENTER][B] الدُعاء دا “قِصتو” شنو؟ [/B][/CENTER]

كُنتُ علقت خلال الأيام الماضيِّة على دعوة الأُستاذ إسحق أحمد فضل لله، لشخصي وربما آخرين من دوني، إلى الانضمام إليه نرفع أكفنا بالدُعاء بأن لعنة الله على من أفسد البلاد، وحينها استجبت بتحفظ على هذه الدعوة، إذ أن تلبيتي لها اشترطت أولاً (جرجرة) الفاسدين إلى القضاء، ومن ثم رفع الأكف باللعنات عليهم.
وقبل أن نُجرجر هؤلاء إسحق وأنا وآخرين دوننا إلى المحاكم ثم نصب عليهم لعناتنا بحسب عزمنا المقترح، برز إلينا من بين مينشيتات صُحف الخرطوم رئيس مجلس إدارة البنك الزراعي (فتحي أحمد خليفة)، وبعد أن صعد منبر الصحافة وحمد الله وأثنى عليه، قال: “إن أي شكوى عن فساد أو غيره مكانها ساحات المحاكم وليس ساحة البنك”. وأضاف: “الداير المحكمة يمشي، والداير يرفع يدو لله يدعو علينا يدعو”، بحسب ما أوردته الزميلة الخرطوم أمس.
للوهلة الأولى أصبت بما يشبه الصعقة من هذا التصريح الذي لا يتناسب مع قامة إدراية شاهقة ومتن مصرفي سامق كـ(فتحي)، فقضية فساد تقاوى القمح (إمام) لم يتضرر منها المزراعون فحسب، بل تضرر منها اقتصاد الدولة المترنح أصلاً، لا شك في ذلك، لذلك بدت لي التصريحات المنبرية التي أطلقها رئيس إدارة الزراعي يدعو فيها المزراعين بالذهاب إلى التقاضي مقرونة بخيار آخر هو رفع الأكف بالدعاء على مصرفه وكأنها دعوة حق يُراد بها تعمية عن القضية التي لا خيار في حسمها إلى في سوح القضاء، ولذلك دعوني أحرض المزراعين مدعومين بهيئة مكونة من متطوعين وبدعم من منظمات المجتمع المدني، والإعلام، والبرلمان (إن وجد)، أن يؤجلوا الدعاء قليلاً ويذهبوا بالبنك الزراعي و وزارة الزراعة وكل المؤسسات ذات الصلة باستيراد (إمام) الفاسد، بهرولة فورية إلى المحاكم وأن يعتصموا بحبل التقاضي يشدون وثاقة حول أعناق تلك المؤسسات حتى يزهقون أرواح الفاسدين، وحينها فقط يرفعون الأكف بالدعاء بأن لعنة الله من أفسدوا البلاد، بينما هم (أي الفاسدين) ينزلون إلى مثاويهم الأخيرة.
كل هذا كوم، لكن الكوم الذي يدفنك تحت ركامه هو لماذا كلما (انزنق) مسؤول كبير في مثل هذه القضايا، يردد: أيها المواطنون أدعوا علينا ليخسف بنا الأرض أن كنا ظالمين أو فاسدين، ألاّ يخشى هؤلاء الله؟ أم هي لازمة لتكنيك سياسي جديد. ونسأل الله اللطف بهذا الوطن!

[/SIZE][/JUSTIFY]

الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي