من المستفز لمشاعر الناس أن تطالعنا مانشيتات صحف الأمس لتقول لنا أن والي الخرطوم يراقب العاصمة من خلال شاشات إلكترونية !!
ماذا ستنقل هذه الشاشات بربكم غير ( كتاحة ) من الغبار والأوساخ والذباب المتطاير ، والأسفلت المغطاة بالتراب !
هل ترجل والي الخرطوم يوماً أو معتمد جبل أولياء أو أرخوا زجاج سياراتهم ( المعتم ) ليروا شارع ( السلمة ) المؤدي إلى ساريا مروراً بمحطة البقالة ؟ هذا الشارع لم يمر على صيانته وسفلتته بضعة أشهر ، وليترجل معتمد جبل أولياء الهمام ليراه اﻵن ، نصفه ترابي وحفر واﻵخر أسفلت من فرط الإهمال والأوساخ ، يتم وضع أكياس النفايات المهترئة في الفاصل ( الضيق ) الذي يفصل بين المسارين ، وتنتظر هذه النفايات لأسابيع حتى تتولى أمرها الريح لتغطي بها وجوه المارة والطريق !
هذا مثال لعدة أمثلة من شوارع عاصمة البﻻد !
عن أي رقابة إلكترونية تتحدثون وكيف سترون هذه المركبات مع الكتاحة والغبار ، هل أصبحنا نجهل النوافل من الفرض و ﻻنعرف كيف نرتب ( الأولويات ) ونقفز عليها بشكل ( مضحك ) يستفز الناس !!
نقدر مشروع الرقابة الإلكترونية و أهميته ولكن ( قبله ) و على الأقل أكنسوا الطرقات وانفضوا منها الغبار وأزيلوا الأوساخ لتسطيعوا أن تفرزوا الدواب من الركشات !!
هل يعلم معتمد جبل أولياء أن عربة النفايات في هذه المنطقة ( السلمة وماجاورها ) ﻻتأتي إﻻ مرة واحدة في الشهر هو يوم تحصيل الرسوم ؟ ألم يزر هؤلاء المسؤولون دوﻻ أفقر منا ليتعلموا منها كيف ينظفون شوارعهم وينقلون لنا تجاربهم ؟ ، أم حتى زياراتهم لها يقضونها في ( الاوتيﻻت ) ، أسألوا أرتريا كيف تنظف مدنها أو أسألوا ( إيلا ) كيف نظف بورتسودان ؟
لكي ﻻتتعلون بثقافة الناس ، أتركوا للناس أحياءهم ونظفوا ما يليكم من مرافق وطرقات !
هل عجزت الوﻻية عن حلول إصحاح بيئة عاصمتها التي تمثل واجهة البﻻد ؟
أين تلك المنظمات الوطنية والأجنبية التي تمنح لها التسهيلات وهي تحدثكم عن عزمها لحل قضايا ( إنسانية) تثير العاطفة ﻻنرى لها دور ماثل للعيان ، سخروها لاصحاح البيئة إن كانت تنوي فعلاً فعل خير .
أو أطلبوا ( قرضاً ) كما درجت العادة عندكم لنظافة عاصمة البﻻد أليست أهم من المطار !
وأليس ماتهدر من أموال في العﻻج بسبب هذه القاذورات كانت أولى أن تكون في الوقاية التي خير من العﻻج !!
وضع مزر ومخز يلوث أبصارنا ويمرض أجسادنا كل صباح ، وﻻيحرك ساكناً عند أي مسؤول ، وﻻنرى أي أفق حل قادم في القريب ، ولم نسمع بأن ذلك في قائمة الأولويات أو أن هناك مبادرات أو أقيمت لذلك ورش عمل أو مشاورات وذلك ( أضعف الإيمان ) . والله المستعان .
إلى لقاء
بقلم : محمد الطاهر العيسابي
[email]motahir222@hotmail.com[/email]
صحيفة السوداني[/SIZE]
