جمال علي حسن

الكورة.. وعبقرية نسف الابتسامة


[JUSTIFY]
الكورة.. وعبقرية نسف الابتسامة

لا داعي لأن أحدد (الكورة) التي أعنيها بالعنوان، فمليون في المائة أنني أقصد وبالطبع المباراة الودية العالمية بين المريخ وبايرن ميونيخ التي شغلت مجالس الناس في اليومين الماضيين..

هل تعرفون الفرق بين من ينتجون فقط النقد ومن ينتجون مادة النقد..؟!

كنت أتنبأ بمادة النقد الجمعي المتوقع لمباراة المريخ في حالة هزيمة المريخ (مليون مقابل صفر) كما كان خيال البعض يحلق في عوالم الإحباط وضعف الثقة بالنفس وبالآخرين.. ولو حتى قدر الله وفاز المريخ على بايرن ميونيخ أيضا سيكون النقد قائما بمنطق أن الحكومة الفارغة دفعت (دم قلبها) لتشغل الناس عن ثورتهم الشعبية لإسقاطها..!!!

يجب أن تكون مباراة المريخ وبايرن ميونيخ مفسرة بلغة السياسة في مجالسنا ويجب أن يكون المؤتمر الوطني له دور في ترتيب الحدث ويجب أن نكون كمهتمين بالحدث موصوفين بأننا (ما عندنا موضوع)..!!

ثم وبعد أن صمد المريخ أمام أقوى خط هجوم في العالم وخرج بأقل الخسائر (الممسخة) لطعم الفوز في لسان لاعبي هذا النادي العالمي يتحدث فلاسفة (إنتاج النقد) وعباقرة نسف الابتسامة عن فلسفة تحويل الخسارة إلى مكسب وظاهرة الاحتفاء بالهزيمة التي حسب شطحاتهم و(بطحاتهم) العجيبة تعبر عن حالة مرضية مصاب بها كل الشعب السوداني عدا من رجح كفة العبوس والنكد والإحباط ونقد الآخرين..!!

يا سادتي الموضوع بسيط جدا أن ناديا جماهيريا حاول اتباع خطة جديدة للترويج لنفسه ورفع الثقة بالنفس في لاعبيه وجماهيره بعملية اختراق للمألوف وتحد مبتكر وشطارة يمكن في نهاية الأمر أن تعود له بتعويض مضاعف للمال الذي دفعه أو المخاطرة التي دخل فيها التي كما ذكرت فتحت توقعات خيالات البعض إلى نتيجة غير مسبوقة في تاريخ كرة القدم (مليون صفر)..

من غير الموضوعي إيجاد مقارنات مباشرة بين تكلفة مباراة لنادي كرة قدم وبين معاناة الشعب السوداني مثلا..!!

فالمقارنات المباشرة يجب أن تكون بين شيئين بينهما ارتباط مباشر فالحياة لا تتوقف وليس عدلا أن نطلب من جمال الوالي مثلا توزيع ثروته بالتساوي على عدد من الفقراء أو المحتاجين لأن العدالة القسرية في حد ذاتها تعتبر أسوأ أنواع الظلم..

ومن غير الموضوعي محاولة تعظيم إحساس المؤامرة بمنطق لا يخلو من الغباء حين نقول إن مباراة المريخ وبايرن ميونيخ هي تخطيط سياسي أو تنظيمي لشغل الناس وخلق موضوع جدل يضيع (خمسة أو خمسين يوما) من عمر ثورة الشارع على حكم الإنقاذ..!! في حين أن الحكومة تعرف أن مثل هذه التداعيات المتوقعة بعد المباراة تزيد من الغضب العام ضدها فكيف تفعل بيدها ما يضرها..!!

ومن غير الموضوعي التعامل مع نتيجة مباراة فاقدة للتكافؤ في المستوى والتصنيف الدولي بين الفريقين وكأنها مباراة (هلال مريخ) مثلا..!!

يجب أن نكون أكثر موضوعية وننتقد الحدث في حدود النقد المقبول والواقعي فالسودان لم تتوقف فيه حفلات البذخ ومظاهر الترف بسبب معاناة الشعب السوداني..

كما إنه وفي نهاية الأمر عرف بعض الناس في أوروبا أن اسم السودان ليس حكرا على الأسى والموت والحروب والجوع والمرض.. فهناك أندية كرة قدم جيدة واهتمامات أخرى للسودانيين..

[/JUSTIFY]

جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي