عبد الجليل سليمان

الدابي إن كمن.. لن يعيق المفاوضات


[JUSTIFY]
الدابي إن كمن.. لن يعيق المفاوضات

بعد سنوات من الغياب عن الساحة العسكرية والسياسية والإعلامية بما يُشبه الأفول عاد الفريق الدابي هذه المرة من كوة إيقاد وفُرجة المفاوضات بين طرفي نزاع جنوب السودان ليحقن صحف الخرطوم بمينشيتات وأخبار على شاكلة (الدابي.. اتفاق وشيك الدابي وقف محتمل للعدائيات) وهكذا دواليك حتى لا يأفل نجمك.
والفريق الدابي الذي ينتظم عضوية الوساطة الإيقادية التي تعتزم بدعم أممي حلح النزاع الجنوبي، وصف أمس ما يرشح من حديث عن فشل المفاوضات بالإنصرافي على ذمة يومية التغيير بيد أنه قال في معرض إفادته أن آلية الوساطة (لمست جدية ورغبة) لدى ريال مشار عند التقائها به في جونقلي وأن مشار أكد أنه مع الخيار السلمي ولن يعرقل الوساطة، وقلل الدابي من حجم الخلافات بين طرفي النزاع وأن التفاوض المستمر كفيل بوضع الحلول لها.
ثم أما بعد فالناظر إلى تسريبات الدابي يجد أنها تنزع نحو الدبلوماسية حتى توشك أن تفقد صوابها وحقيقتها معاً، إذ بدا لي السيد الدابي في تسريباته تلك وكأنه خلع البزة العسكرية ونسي أن يلبس الدبلوماسية، فحين يعتمد دبلوماسي وعسكري ومفاوض يحمل اسماً (ينز) سماً زعافاً على جملتين صادرتين من أحد أطراف الصراع بأنه (مع الخيار السلمي ولن يعرقل المفاوضات) ويرفع سقف أهميتها طوابقاً عددا، حد أنه يصف الحديث عن فشل المفاوضات في إحدى جولاتها طبعاً، بالانصرافي، ثم يأتي ليقلل من حجم الخلافات بين طرفين استخدما في صراعهما كل شيء ممكن ومستحيل، إلى حد أن ما فعلاه ببعضهما يرقى بحسب مراقبين وشهود إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية إن لم يكن تطهيراً عرقياً، فإن ذلك لعمري تصريح لا خيار للفريق الدابي إلاّ أن ينتظر بضعة أيام أو ساعات حتى (يبلو ويشرب مويتو) كما يقول المثل شائع الاستخدام في الخطابات والخطب السياسية الإنقاذوية.
طرفا النِزاعْ الجنوبي، ومن شِدّة بأس خلافاتهما وحدتها من أجل (عرش جوبا)، سرت طرفة رائعة عنهما، وتسربت من بين ظهراني خبر حقيقي وهو أنهما علقا جلسة مفاوضتهما الإثنين المنصرم بسبب اعتراضهما على نقل المحادثات إلى (ملهى ليلي) ملحق بالفندق الذي يستضيف المفاوضات في أديس أبابا، وبحسب الشروق الفضائية أن المراسم الإثيوبية أبلغت الأطراف بنقل المفاوضات إلى الملهى بسبب انشغال المقر الرئيس بوفد ياباني زائر (رفيع المستوى)، أما الطرفة التي نجمت عن الخبر، فكانت (أنها المرة الأولى وربما تكون الأخيرة التي يتفق فيها الطرفان على شيء).
لا أدري إن كان سعادة الفريق قد سمع هذه الطرفة أم لا؟ ولكن لا بد أنه يدري جيداً ماذا يكمن في طريق المفاوضات ويعيقها، أنها مفاوضات مكتظة بالفخاخ.

[/JUSTIFY]

الحصة الأولى – صحيفة اليوم التالي