سودانيين كتار

حديث لآخر الرسل والأنبياء سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم مكون من سبعة عشر حرفاً يحل مشكلات الكون أجمعها .. (حب لأخيك ما تحب لنفسك) .. لو ده حصل يا جماعة الخير كنا سوف نقوم بإلغاء الشرطة وأقسام الشرطة والسجون ووزارة العدل (لو فضل فيها عدل) ! ونستغني عن السلاح ونوفر (حق الملاح) ونقضي على الفساد ويرتاح العباد ومش ح يكون عندنا مفصولين صالح عام ولا محسوبية ولا (تمكين) لأننا بنمشي بكلام (الدين) !
وبما أنه مطلوب منا كما جاء في الحديث (أن نحب لإخواننا ما نحبه لأنفسنا) فإننا لا نرضي لإخواننا من الدول المجاورة والذين لم يجدوا العيش الكريم في أوطانهم ورجوه لدينا أن نعاملهم بقسوة وبعدين الدنيا دي ذاااتا ما دواره وأهو ملايين من الشعب السوداني الفضل منتشرين في كل أصقاع الدنيا يبتغون كريم العيش بعد ان سدت كل المنافذ في وجوههم (والمسألة نسبية وكده) !
أيه لزوم المقدمة دي .. أقول ليكم :
جاء في الصحف مؤخراً خبراً يقول أن البرلمان قد أجاز قانون اللجوء لعام 2013 والذي قضى بإيقاع عقوبة السجن لمدة لا تتجاوز سنتين أو الغرامة أو العقوبتين معاً في حال علم الشخص الذي يؤوي اللاجئ بعدم امتلاكه إذنا للعمل في البلاد من وزارة العمل .
التصريحات التي تفقع المرارة عرفناها .. لكن يبدو اننا في مرحلة القوانين التي تمزق عضلات القلب .. هسه زي الخبر ده الزول يتعامل معاهو كيف؟ بالأقراص المسكنة وللا القاتلة للألم وللا بالصبغة وينتهي من الموضوع ؟ كل المسؤولين قاطبة وكل سوداني وسودانية وأجنبي واجنبية يعلم تمام العلم بان مسألة دخول غير السودانيين للبلاد والإقامة والعمل بها (السلطات ما شغالة بيها شغلة) ولو هسه سالنا لينا مسؤول عن عدد الأجانب بالبلاد فلن يستطيع أن يحدد الرقم (ولو بالتقريب) حتى وإن إستعان بالتومة الوداعية !
القصة سايبة .. والسلطات (عاملة نايمة) لا يعنيها توفيق أوضاع هؤلاء (اللاجئين) من الدول المجاورة .. الاسواق مزدحمة بهم .. المطاعم .. الكافتيريات .. وسائل المواصلات .. محطات الوقود .. الشوارع .. المنتزهات .. لم نسمع أو نشاهد (شرطياً) يستوقف أحدهم ليسأله عن (الإقامة) أو الهوية كما يفعل إخوة عرب لنا في (بلدان إسلامية) لا يريدون لبلادهم أن تكون (وكالة من غير بواب) .. فكيف بعد كل هذا يقوم المجلس الوطني وأعضائه الميامين (الميامين مش النايمين أقرأ كويس بالله) بإجازة قانون كهذا ؟ يعني السلطات شايفه شغلا وبقت على المواطنين؟
من يقرأ هذا (القانون) والعقوبة (القاسية) التي تنتظر من لا يعمل به يظن أن عدد الأجانب الذين يسرحون ويمرحون بالبلاد لا يتجاوز الدستة دستتين (مش المليون مليونين) بل أنه من فرط تواجد هؤلاء الجيران بكثافة فقد طالب العبدلله المسؤولين أكثر من مرة بإنشاء سفارة للجالية السودانية بالخرطوم ..
نحن ضد قطع أرزاق الناس أياً كانوا (ما نحنا برضو ناس) ولكن لا يمكن لدولة في العالم أن تستباح عيني عينك كما يحدث الآن .. نحن نطالب بحصرهم ومعرفة أماكن تواجدهم وكيفية تحويل مدخراتهم بل نفرض عليهم رسوم إقامة تساعد في مصروفات هذا الحصر (بس ما يقوموا يجنبوها وكده) !
بمناسبة كثرة أعداد هؤلاء (الجيران) قيل ان أحدهم ويسكن في الصحافات تم سؤاله عما إذا كان هنالك شئ يضايقه فرد :
– كل شئ تمام بس سودانيين كتار !