«الهلال» والقتل الخطأ..!
لا أعرف كيف اعتذر عن خطأ كبير ارتكبته بسبب جهلي وعدم متابعتي لأخبار الذين غادروا وترجلوا عن مواقع القيادة والريادة في نادي الهلال للتربية البدنية، رغم محاولاتي للتواصل مع بعضهم من أمثال الرمز والقيادي الكبير الراحل السيد عبد المجيد منصور، الرئيس الأسبق لنادي الهلال، وتواصلي المستمر مع أحد أفضل سكرتيري نادي الهلال، السيد العميد مهندس إبراهيم محجوب، الذي في عهد توليه مسؤوليات السكرتارية العامة، أُسْندت إليّ سكرتارية تحرير صحيفة (الهلال) إبان رئاسة أستاذنا الصحفي الكبير ميرغني أبو شنب لتحريرها، وقد رأى فيّ ما يمكن أن يفيد، وأراد أن يفيدني ببعض المال العائد إليّ من العمل في صحيفة الهلال، ليكون عوناً لي يضاف إلى راتبي في صحيفة (الأيام) الغراء.
ومع ذلك، وللأسف الشديد، ولسوء حظي، لم أتواصل مع المهندس عبد الله السماني، الذي كان يسمى بـ(رجل الهلال القوي)، والذي في عهد توليه مسؤوليات سكرتارية النادي العملاق، تحققت انتصارات عظيمة لفريق كرة القدم، لكن أعظمها على الإطلاق كانت دعوته لفريق «سانتوس» البرازيلي للعب بالسودان أمام (الهلال) في مباراة (تاريخية) ومشهورة باستاد (الهلال) يوم الثلاثاء الثالث عشر من فبراير عام 1973م، وقد توجهت ورفاقي وأصدقائي في الحي، إلى أستاد الهلال منذ الثانية ظهراً، حتى نشهد تلك المباراة، ونتمتع بفنيات (الملك) بيلية، وإبداعات الكرة البرازيلية.
بالأمس كتبت عن تكريم «بيلية»، وكنت أشعر في داخلي أن ذلك المقال سيكون له ما بعده، وهذا إحساس داخلي سيطر عليّ، مثل ما يمكن أن نطلق عليه (الحدس)، وما كنت أدري أنني سأكتب معتذراً عن خطأ جعلني أصف رجل الهلال القوي المهندس عبد الله السماني بـ(الراحل المقيم)، وهذا قطعاً (قتل خطأ) لكنه قتل صحفي غير متعمد، لرجل هو علامة بارزة في سماء الرياضة – الزرقاء – بالسودان، ولم انتبه لهذه الفعلة الشائنة التي فعلتها بنشر معلومة خطأ عن رجل مازال يمشي بيننا، يأكل الطعام وتضيء به المجالس، لم انتبه لذلك إلا بعد أن هاتفني الأخ الأستاذ مأمون فاروق المحامي، وقال لي إن المهندس عبد الله السماني، مازال هو ذات الرجل القوي، ولم تتبدل مبادئه الرياضية، وإن قلبه لم يزل (أبيض) ينبض بحب السودان والناس و(الهلال)، وإنه الآن في مدينة «كوستي» لقضاء بعض الأعمال.
والله.. شعرت بخجل شديد، وحرج أشد، إذ كيف لي أن أخطي خطأ فادحاً (قاتلاً) دون مبرر، حيث كان بالإمكان أن أرجع إلى أي محرر بالقسم الرياضي أو استعين بالانترنت – وهذا أضعف الإيمان – لمعرفة نشاط المهندس عبد الله السماني.
أغلقت هاتفي وأجريت اتصالاً عاجلاً مع السيد محمد عبد الله السماني، تحدثت إليه وشرحت له أن الخطأ غير مقصود، ضحك وقال إنه قرأ المقال، وكذلك والده المهندس عبد الله السماني، وقبل اعتذاري، وطلبت إليه أن التقي بالسيد الوالد في أول فرصة حتى اعتذر له عن الذي حدث.. وسعدت بأن رجل الهلال القوي، مازال كما هو تجري في عروقه الدماء الزرقاء التي يضخها قلبه الأبيض.
وأرجو أن يقبل القارئ الكريم اعتذاري أيضاً، فالخطأ (مضلل)، كما أرجو أن يقبل (الأهلة) أجمعين اعتذاري.. وانتهز هذه الفرصة بأن أدعو رئيس نادي الهلال الباشمهندس الحاج عطا المنان إدريس، وبقية أعضاء المجلس الكرام للعمل على إقامة دورة رياضية خاصة يكون ختامها تكريم رموز الهلال وأعلامه من إداريين ولاعبين، وفي مقدمة الجميع المهندس عبد الله السماني، أمد الله في عمره وأبقاه ذخراً للوطن، وبارك فيه.. آمين.
بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]