سعد الدين إبراهيم

«ود الشواطين» وصدمة المدير العام


[JUSTIFY]
«ود الشواطين» وصدمة المدير العام

منذ أن انضم إلى هذه الشركة ولا يُضجر ود الشواطين سوى الحضور في الثامنة صباحاً.. كثيراً ما يتأخر ويرمي التأخير على المواصلات.. في ذلك الصباح نام كثيراً وتحرك في التاسعة وهو يفكر في عذر مقبول لتأخيره المُبالغ فيه.. كان يركب الحافلة جالساً قرب النافذة.. شاهد عربة المدير العام «البرادو» يقودها بمفرده.. حدق فيها عندالتقاطع أصطدمت العربة بأخرى.. يبدو أنها صدمة حقيقية لأن المدير نزل من العربة وأخذ يتحدث مع السائق الآخر وهو يبتسم تحركت الحافلة فسمع أبواق سيارة إسعاف فربط بينهما رغم أنه رأى المدير «شديد ولضيض».. لقد وجد العذر خاصة وأنه شاهد المدير العام يعود أدراجه مرة آخرى..

المدير تشاءم فيما يبدو من الاصطدام الخفيف وقرر العودة إلى المنزل ذهب إلى مكاتب الشركة وما أن سأله رئيسه المباشر شنو التأخير ده ياود الشواطين .. لا أبداً بس عربية المدير العام صدمت.. وسمعت صفارة إسعاف قلت يمكن حصل ليهو حاجة.. رجعت أشوف الحاصل شنو.. لكن للأسف لقيت عربية المدير ما في.. نسى الرجل تأخير ود الشواطين وتحرك ليتصل بالمدير العام.. هاتفه مغلق.. إذن كلام ود الشواطين صاح.. ود الشواطين وجدها ليخلق جو عطلة فذهب إلى ناس الحسابات أها يا أخوانا ما ح تمشوا للمدير العام تقولوا ليهو كفاره..

ناس الإرشيف مشوا واشتروا حلاوة.. فكروا وقرروا وقالوا يذهبون بعد أن يشتروا خروفاً كرامة وسلامة للمدير العام ذهبوا.. قسم السكرتاريا لم يكفروا للمدير.. وافتاهم بشراء عجل للمدير لأن ناس الإرشيف اشتروا خروفاً.. هكذا سعى ود الشواطين يحرض كل أقسام الشركة على زيارة السيد المدير العام والتكفير له بعد الصدمة العنيفة.

امتلأ حوش بيت المدير العام.. بثلاثة خراف وعجل.. كمية من صناديق البارد وعشرات من علب الحلوى.. خرج المدير العام على زواره وهو مندهش يا أخوانا القصة أبسط ما يكون ما بتستحق ده كلو.. نافقوه وكسروا له تلجاً كثيراً.. الحركة والحاجيات لفتت نظر الجيران فأقبلوا يكفرون ازدحم بيت المدير العام.. واضطر لنحر أحد الخراف.. لكن السيدة زوجته نادته و طالبت بضرورة إحضار طباخ وإيجار كراسى وصيوان.. وأحضر ناس الشؤون العلمية استريو وشغلو المديح.. لكن ود الشواطين سبقهم واتصل بفرقة أولاد الشيخ لإحياء حفل مديح كرامه وسلامه.. فأضطر المدير إلى ذبح الخروف الثاني.. وصل الكلام إلى أهل المدير فجاءوا على وجه السرعة.. فاضطر المدير إلى ذبح العجل.. وفي لحظات أقيمت مناسبة كبيرة.. المدير العام في حيرة من تداعيات مجرد صدمة.. فسأل نائبه إنتو الكلمكم منو بحكاية الصدمة.. فطلب إمهاله حتى يعرف ذهب وعاد معلناً إنه ود الشواطين.. فناداه وسأله إنت ضخمت الأمور يازول… قال: أبداً سيادتك أنا شفت الصدمة طاخ طراخ.. بعد شوية سمعت صوت عربية الإسعاف قلت إمكن في ضحايا.. ياخي عربية الإسعاف كانت ماشة في الشارع.. أنا طبعاً اتحركت خفت تكون حصلت ليك حاجة..

توجس ود الشواطين خيفة من سؤال المدير العام.. فأخذ يعمل بكل دأبه يدخل ويخرج ويخدم الناس بكل طاقته ويرحب بهم بأريحية.. أصبح نجم المناسبة.. حتى بدأ التجمع في الانفضاض قالت زوجة المدير له: والله ود الشواطين ده عديل خلاص وهميم وأخو بنات حقو تديهو حافز.. قال لها ساخراً: حافز تلقيهو هو سبب البلاوي دي كلها.. لكن ود الشواطين عرف أنه كون صداقات مع أهل المدير العام وجيرانه تتيح له أن يتأخر على كيفو!
[/JUSTIFY]

الصباح..رباح – آخر لحظة
[EMAIL]akhirlahzasd@yahoo.com[/EMAIL]