مصطفى أبو العزائم

«عيون المها».. و «شكر الله» و «عبد العظيم»

[JUSTIFY]
«عيون المها».. و «شكر الله» و «عبد العظيم»

هي ليست قصيدة الشاعر البدوي «علي بن الجهم» الذي قدم على الخليفة المتوكل، فأنشده قصيدته المعروفة:

أنت كالكلب في حفاظك للود *** وكالتيس في قراع الخطوب

وقال بعد أن أقام ستة أشهر في دار على شاطيء دجلة بها بستان قرب جسر يمر به الغادي والرايح، كان الخليفة المتوكل قد أمر له بتلك الدار، وعندما عاد إليه قال قصيدته الأشهر:

عيون المها بين الرصافة والجسر ü جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري نعم.. ليست هي تلك القصيدة المقصودة، لكنني قصدت القصيدة الغنائية التي تغنت بها الراحلة «منى الخير» وتغنى بها الكثيرون وتجلى فيها صديقنا الراحل المقيم عبد العزيز العميري، وهي من كلمات الشاعر الراحل عبد الرحمن الريح، التي يقول مطلعها:

يا عيون المها.. يا عيون

يا عيون إنتي لون الليل

زي لونك سوادو كحيل

كلاهم أراه جميل

زاهي الحسن صافي اللون

وسبب ذلك أنني خرجت بعد أداء صلاة المغرب من مستشفى مكة للعيون، بالخرطوم، وكنت أفكر في مادة هذه الزاوية، وقد ارتأيت أن أكتب عن موضوعين اثنين، الأول انتقال زاوية زميلنا الأستاذ عبدالعظيم صالح، إلى الصفحة الأخيرة، بعد أن اقتنع أخيراً، عقب انتقال الأستاذ صلاح عووضة إلى صحيفة أخرى، وكنت قد ألححت عليه كثيراً لتكون مادته المقروءة على هذه الصفحة، ليس لأنه مدير تحرير الصحيفة، بل لأنه يتمتع بكل مواصفات كاتب العمود المقروء، وهو صحفي حقيقي، ليس مثل بعض كتاب الأعمدة الذين لا علاقة لهم بالصحافة إلا ما يكتبون أو ما يطالعون في الصحف من مجهودات الآخرين.

وجوار الأستاذ عبدالعظيم في الصفحة الأخيرة، هو امتداد لجوار مكتبي، إذ أن مكتبينا متجاوران، بينما يسكن كل من في اتجاه يبعد كثيراً عن سكنى الآخر، ويفصل بيننا نهر.

الموضوع الثاني الذي وددت الكتابة عنه هو (المعركة من غير معترك) القائمة بين مخرج الروائع المبدع الأستاذ شكرالله خلف الله وبين زميلتنا الأستاذة أم وضاح، والتي تنبت خطاً للرد والاختلاف مع الأستاذ شكر الله، حول آراء نشرت في إحدى الصحف قبل أيام عن بعض القيادات في إحدى القنوات التلفزيونية، ورغم اختلافي الشديد حول ما طرحته السيدة أم وضاح إلا أن ذلك في نهاية الأمر رأيها، لكننا رأينا إيقاف النشر حول هذا الموضوع تماماً قبل تدخلات بعض الأصدقاء، وعلى رأسهم الأستاذ كمال آفرو، والأستاذ الإعلامي والإذاعي الكبير عبدالعظيم عوض، وصديقنا الشاعر المرهف الأستاذ عبدالوهاب هلاوي، وآخرين، وكنت أبحث عن مدخل للكتابة عن الموضوعين السابقين فجاءني المدخل تلك الأغنية الرقيقة، التي كتب كلماتها الشاعر والملحن المبدع الراحل الأستاذ عبدالرحمن الريح، وغنتها الفنانة الراحلة منى الخير، وتجلى في أدائها كما أشرت من قبل صديقنا العزيز الراحل الأستاذ عبدالعزيز العميري – رحمهم الله جميعاً – والسبب كان أن أدرت مؤشر المذياع نحو إذاعة «هوى السودان» إف إم «3.88» فسمعت العميري يغني في «عيون المها» تصاحبه آلة العود فقط، وأحسب أن الذي كان يعزف معه، هو صديقه ورفيق دربه الأستاذ علي نور الدين عبد الرحمن، ثم جاءت بعد ذلك مباشرة دون فاصل أغنية «فلق الصباح» بصوته، وهي من كلمات وألحان شاعرنا الكبير الراحل خليل فرح، وفيها «عيون» كثيرة مثل «العيون الحور» أو «العيون السود في البطانة كتار».

اختلط حابل الفكرة بنابل الطرب، ورأيت أن تكون مادة اليوم مزيجاً ثلاثياً، لكنه يستحق الكتابة عنه.
[/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]