ملتقى الإستثمار الرابع – بورتسودان (1)
توصيتي التي أكررها كل مرة في مدينة بورتسودان في ملتقى الإستثمار الذي يعقد سنويا هي كالآتي:
افتتاح أكبر عدد ممكن ومناسب لخطوط الطيران الدولي المباشر لمطار بورتسودان.
هذا السطر المكون من عشر كلمات أقوم بتكراره كل مرة ودون أي جدوى … وينال رضا واستحسان من حضور المؤتمر ويتم وضعه في التوصيات ولكن بدون أي جدوى أيضا.
هذا السطر لا يوجد في القانون “على الورق” ما يمنعه ولكن هنالك من يعيقون تنفيذه بمزاعم مختلفة … ولا اظن أن الأسباب مقنعة أو حتى “حقيقية”!
حاليا هنالك خطوط مباشرة للقاهرة ودبي فقط … ولكن لو تم افتتاح خط اسبوعي مباشر من روما وعدد من المطارات الأوربية لضمنت بورتسودان وولاية البحر الأحمر زبائن معتمدين لسياحة الغطس وغيرها من أنواع السياحة والتسوق والأعمال والإستثمار … لأن ساحل البحر الأحمر وبالذات السوداني يعتبر “نمرة واحد” في الجذب السياحي لمحترفي وهواة الغطس والدول المشهورة بهذه السياحة هي إيطاليا وألمانيا …!
ولأن بورتسودان لديها سمعة جيدة ومستقلة تماما عن الخرطوم في جذب الإستثمار.
هل سمعتم بقصة السفير الإيطالي في بورتسودان وتماثله للشفاء في مستشفى عثمان دقنة في بورتسودان على يد إختصاصي مخ واعصاب في المستشفى؟! القصة وما فيها أن السفير ذهب للغطس في ساحل البحر الأحمر ولكنه أصيب أثناء الغطس بضربة في رأسه داخل الشعاب المرجانية المزدحمة … ونقل إلى مستشفى عثمان دقنة ولحسن الحظ كان المستفى مهيئا وجاهزا لإسعافه وأفاق من الغيبوبة على فراش سوداني أبيض ليجد الوالى الهمام محمد طاهر إيلا على رأسه ومنها حمل إلى بلاده وأكمل بقية علاجاته وعاد للسودان … وعاد للغطس في بورتسودان … يا للعشق والوله بدرة الساحل السوداني!
هذا إيطالي دبلوماسي … فكيف بمحترفي الغطس في أرخبيل الملايو وبحر الشمال المتجمد؟!
هذه الحادثة تدلل على أن ولاية البحر الاحمر جاهزة … ولا ينقصها أي شيء سوى التسويق الإعلامي والخطوط المباشرة … نعم الخطوط المباشرة.
بالمناسبة جزء كبير من الإشكاليات في التسويق للسياحة الإصرار على خيارات مخالفة لخيارات “الزبون” … وبكل وضوح وبساطة هنالك قلق ومخاوف أمنية من الخرطوم ولكن لا توجد هذه المخاوف من بورتسودان … وإذا كان العرض للسواح الأوربيين وغيرهم أن الفرصة أمامهم للطيران من بلدانهم مباشرة لبورتسودان ومن المطار للمنتجعات الساحلية فإنهم لن يترددوا إطلاقا … لاسيما وأن التكلفة ستكون أقل …!
الموسم الشتوي في البحر الاحمر أو “مهرجان السياحة والتسوق” في بورتسودان يصادف فترة الصقيع في أوربا وكندا أجزاء من أمريكا … ويصادف فترة الصيف في استراليا وجنوب أفريقيا حيث يهرع الكثيرون للسياحة في مناطق معتدلة ..!
كل شيء جاهز والمتبقى قرار من “الطيران المدني” في الخرطوم … وإذا كان لديهم رأي آخر فليخبرونا … وإذا كان التقصير من جهة أخرى فليخبرونا.
نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني