مصطفى أبو العزائم

الفرصة التي أضاعها « الإخوان» في مصر..

[SIZE=5][JUSTIFY][CENTER][B] الفرصة التي أضاعها « الإخوان» في مصر.. [/B][/CENTER]

أضاع (الإخوان المسلمون) في مصر فرصة الحكم، لمحاولتهم السباحة عكس تيار الواقع الثابت، ولم يستخدموا أطواق نجاة تحسباً لما قد يواجههم من صعاب ومقاومة، خاصة وأن نتيجة الانتخابات الرئاسية التي جاءت بالدكتور محمد مرسي، كادت أن تتساوى مع النتيجة التي أودت بمنافسه لذات المنصب الفريق أحمد شفيق، فقد تعجلت جماعة الإخوان المسلمين في إحلال كوادرها داخل مفاصل الدولة ومؤسساتها، الأمر الذي خلق تذمراً كبيراً، واحتجاجات مكتومة عجلت بالثورة عليهم والإطاحة بهم، بعد أن أجمعت على إسقاطهم كل مكونات الدولة المصرية العميقة، الراسخة والضاربة في القدم.

فرصة الإخوان الثانية التي أضاعوها، جاءت إليهم تمشي الهوينا، لكن لعدم وضوح الرؤيا السياسية لدى الجماعة، في ظل ظروف سياسية معقدة، ومعاناة ناتجة عن اعتقال عدد كبير من قياداتها والتحفظ عليهم، أضاعت الجماعة فرصة الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد التي جرت يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين.

لقد شارك في الاستفتاء أكثر من عشرين مليون ناخب، صوّت منهم أكثر من تسعة عشر مليون ناخب بـ(نعم)، وذلك يعني أن أكثر من ثمانية وتسعين بالمائة – بقليل – صوتوا لصالح مشروع الدستور.

المفارقة تأتي في أن الناخبين المسجلين الذين يحق لهم الاقتراع يتجاوز عددهم الثلاثة وخمسين مليون وخمسمائة ألف ناخب، لم يشارك منهم سوى عشرين مليون، أي أن نسبة الذين شاركوا في الاقتراع والتصويت، لم تتجاوز الثمانية والثلاثين وستة من عشرة، من جملة المقيّدين في قاعدة السجل الانتخابي.

إن إرادت جماعة الإخوان المسلمين في مصر (الإنقلاب) على الأوضاع التي تناهضها الآن سلمياً، لدعت كل قواعدها للمشاركة في الاستفتاء، والإدلاء بأصوات عضوية تلك القواعد في صناديق (لا).

حجم الجماعة والذين يتعاطفون معها ليس بالصغير، وقد ظهر ذلك في الانتخابات الرئاسية التي جاءت بالدكتور مرسي رئيساً، كما ظهر ذلك جلياً في (حجم) الذين لم يشاركوا في الاستفتاء، وهم قطعاً ليسوا جميعهم من جماعة (الإخوان المسلمين)، لكن من المؤكد أن كتلة (معتبرة) من المقاطعين كانت تمثلهم، وكان يمكن لو أنهم شاركوا حقيقة في الاستفتاء – ولو من باب المزايدة – لانقلبت موازين سياسية كثيرة، حتى ولو لم تعترف الجماعة الرسمية بنظام الحكم القائم في مصر، وحتى ولو لم تعترف بخارطة الطريق التي دفع بها الفريق عبد الفتاح السياسي إلى الشعب المصري الذي لا يريد أكثر من السلام الاجتماعي والأمن النفسي والعام.

لقد خَسر الإخوان مقعد الحكم و مؤسسات الدولة، كما خسروا المعركة التي جاءت إليهم كفة الفوز فيها مرجحة على كفة الخسارة، إن شاركوا وأدلوا بأصواتهم، وقالوا: (لا).. لكن يبدو أن قيادات الجماعة أرادت أن تخسر معركة البقاء بعد أن خسرت معركة السياسة، و عبّدت الطريق أمام رئاسة السيسي شبه المؤكدة.
[/SIZE][/JUSTIFY]

بعد ومسافة – آخر لحظة
[EMAIL]annashir@akhirlahza.sd[/EMAIL]