زهير السراج

التأمين على الدجاج

[ALIGN=CENTER]التأمين على الدجاج!! [/ALIGN] هذا الخبر كان يستحق أن يكون على رأس الصفحة الأولى.. (شيكان تصدر وثيقة لتأمين الدواجن)!
* والمقصود أن الدجاج أصبح ضمن الأشياء التي تؤمن عليها الشركة ضد (النفوق) أي الموت.. إذا كان ناجماً عن المرض أو الحريق أو الصواعق أو الفيضانات!!
* أي أن منتجي الدواجن في السودان صاروا في مأمن من خسارة أموالهم وانهيار استثماراتهم وتعرضهم لمشاكل التمويل وتعسر سداد القروض، بسبب (المرض) وهو المهدد الأول للاستثمار في مجال الدواجن في بلادنا.. مناصفة مع (الإنسان) الذي يزاحم الدجاج والمجترات في أكلهم وهو (عيش الذرة)!!
* لقد ظلت شركات التأمين تتخوف من الدخول في مجال التأمين الزراعي خاصة في مجال الثروة الحيوانية، إلا في حالات نادرة، بسبب (المخاطر الكبيرة) لهذا النوع من الاستثمار، التي تتمثل في الأمراض الكثيرة والمتنوعة التي تهدد الثروة الحيوانية بالموت، خاصة المستوردة من أوروبا التي لا تتحمل الأمراض الكثيرة الفتاكة المنتشرة في بلادنا، وفي المقابل فإن الاستثمار في هذا المجال يعتمد على (القطعان) المستوردة من الخارج، خاصة الدواجن، إذ أن السلالات المحلية تكاد تكون نادرة أو منعدمة، أو قليلة الإنتاجية، بشكل لا يشجع على استثمار الأموال فيها، وبالتالي ظل المستثمر في هذا المجال في حالة (مغامرة مستمرة).. بين الموت الذي يتهدد القطيع المستورد بأموال ضخمة، وإحجام شركات التأمين عن الدخول في هذا المجال!
* شركة الشرق الأوسط للتأمين كانت إحدى أوائل الشركات السودانية التي جربت التأمين في هذا المجال في بداية التسعينيات من القرن الماضي، بالتأمين على قطعان (الأبقار) المستوردة من أوروبا لإنتاج الألبان، ولكنها باءت بخسائر باهظة بسبب حالات (النفوق) الكثيرة، والتعويضات الكبيرة التي دفعتها، فاضطرت للانسحاب!!
* ومنذ ذلك الوقت لم تجرؤ شركة تأمين على الدخول في هذا المجال، إلا لماماً وفي حالات نادرة.
* والآن تدخل شركة (شيكان) بإمكانياتها الضخمة في مجال التأمين على الدواجن، وهو ما يشجع المستثمرين، السابقين والجدد على الاستثمار في (إنتاج الدواجن)، وإعادة تأهيل هذا القطاع المهم الذي تعرض لـ(شبه انهيار) في السنوات الماضية برغم ما يبدو من (وفرة) سببها ضعف القوة الشرائية، وليس ضخامة الإنتاج، كما يعتقد البعض!
* لو كنت رئيس التحرير لوضعت هذا الخبر على رأس الصفحة الأولى، وأعطيت حافزاً للصحفي الذي أتى به، ولم يظهر اسمه على أعلى الخبر (ربما بسبب القيد الصحفي) أو أي سبب آخر، (وهذا موضوع آخر)، فالسياسة هي هموم الناس ومعايشهم، وليست تصريحات الساسة التي لا تنتهي!!

drzoheirali@yahoo.com
مناظير – صحيفة السوداني – العدد رقم: 1185 2009-03-1