الكلمات الأخيرة
خلق الإنسان هلوعاً.. فالمرض ولو كان «نزلة» يجعله في وجل وخوف… الآن أعاني من تلك النزلة اللعينة.. التي عرفت أنها أصابت أربعين مليون نسمة فى الأيام الأخيرة.. ربما المرض هو الوحيد الذي لا تقول فيه «موت الجماعة عرس».. عموماً هربت من الإعياء إلى الاطلاع لكن لأن الشقي «يعتر لي ضُلو» أول ما طالعته للهروب من المرض كان عن الكلمات الأخيرة التي يقولها المحتضر أو المحكوم عليه بالإعدام.. لكن مع ذلك وجدت فيها تسلية مشوبة بالعظة.. فمن آخر كلمات المحكومين عليهم بالإعدام شنقاً السير توماس مور.. وقد حكم عليه الملك هنري الثامن بالإعدام لأنه عارض بشده طلاق الملك من زوجته ليتزوج بغيرها.. طلب من الجلاد لحظة الإعدام أن يمهله برهة ليزيح لحيته جانباً قائلاً هذه اللحية لم تذنب في حق الملك.. أما ملكة فرنسا ماري انطوانيت صاحبة مقولة «الشعب ما لاقي رغيف طيب ما ياكلوا باسطة».. في لحظة إعدامها كانت رقيقة جداً فكانت كلماتها الأخيرة اعتذاراً للجلاد إذ داست على أصبع قدمه.. سيدى أرجو المعذرة .. أرايتم كيف يكون التعامل المهذب بين الناس..
الفيلسوف هيغل كانت كلماته الأخيرة: إنسان واحد فقط فهمني وحتى هو لم يفهمني !! أما «بيتر غاسندي» فقد اكتنفت الحيره كلماته الأخيرة حيث قال: ولدت ولم أدرِ لم .. وعشت ولمَ أدرِ لمَ وها أنا أموت دون أن أدري لماذا ولا كيف؟
عالم النحو «دومنيك يوهور» كانت كلماته الأخيرة ممعنة في التدقيق اللغوي إذ قال: أنا مشرف على أو أنا في سبيلي إلى أن أموت فكلاهما تعبير صالح للاستخدام..
الناشر والمحرر المالي كلارنس ووكر بارون كانت كلماته الأخيرة: ما آخر الأخبار؟ الطبيب الأسكتلندي «جورج كومب»
كانت آخر كلماته: مما ينتابني من أحاسيس الآن يمكنني القول بأنني أحتضر وأنا مسرور لذلك.. أما الطبيب النفسي «كارل يونغ» همس لابنه أسرع ساعدني على النهوض من الفراش وكانت كلماته الأخيرة: أريد أن أنظر إلى غروب الشمس..
وقد بدا الموت بالنسبة للبعض خاتمة غير متوقعه فاللورد بالمرستون رجل الدوله الإنجليزي قال لطبيبه ساخطاً: أموت يا عزيزي الطبيب؟ هذا آخر شيء أزمع على فعله.. أما الممثل دوغلاس فيربانكس فقال في آخر كلماته: لم أحس في أي وقت بأني أفضل حالاً مما أنا الآن..
الروائي الفرنسي أناتول فرانس كانت آخر كلمه خرجت من فمه يا اُماه.. كذلك فعل راقص الباليه الروسي نيجتيسكي إذ نادى أمه في لحظته الأخيرة بلفظة تدليل «ماما شاه» إلا أن الموسيقار غوستاف مولر همس بصوت خافت: موزار ثم مات..
الزوجات غالباً ما يكن هن اللواتي يسمعن كلمات أزواجهن الأخيرة .. الصحافي الأمريكي «ماكنتاير» طلب من زوجته هذا الطلب الأخير: هل تسمحين بأن تستديري إلى هذه الناحية إني أحب النظر إلى وجهك .. أما الرئيس «جيمس بولك» فهمس قائلاً: أحبك يا سارة أحبك.. نابليون كانت كلماته الأخيرة كما لو أنها إشارة بسطوة امرأة واحده فقد تتابعت هذه الكلمات من فمه وكانت الأخيرة.. فرنسا.. الجيش.. قائد الجيش.. جوزفين..
للنساء قضايا أخرى فالكونتيسه «فونتين» التي كانت ممن قدموا الرعاية للفيلسوف الفرنسي الساخر فولتير شغلها لحظة وفاتها خاطرة دنيويه للغايه إذ قالت: حمداً لله فايّاً كان الوقت هنالك في مكان ما ملتقى العاشقين
هذا كان ما قرأته لعلي بعد ذلك كنت أكثر استعداداً للتماثل للشفاء.. اللهم لا نسألك رد القضاء.. ولكن نسألك اللطف فيه..
الصباح..رباح – آخر لحظة
[EMAIL]akhirlahzasd@yahoo.com[/EMAIL]