الفيديو .. إياه
الحقيقة التي لا نحب تداولها بنفس إيقاع تداول فيديو الصبية المتناوبين على الفتاة ، هي أن ما فعله هؤلاء ومافعلته هذه البنت ليس فعلا نادر الحدوث في مجتمعنا لكن خروج وتسرب وكشف هؤلاء الشباب لأنفسهم بعدم إلمامهم بخطورة تكنلوجيا الهواتف الذكية هو الذي ( فرج فيهم ) خلق الله وأوقعهم في قبضة القانون ..
الحقيقة القاسية هي أن هناك تراجعات خطيرة في الإلتزام بمنهج التربية الأسرية في مجتمعنا السوداني والحقيقة أن هناك تخلي كامل من الكثير من أولياء الأمور لمسؤوليتهم تجاه أبنائهم واستسلام محير وغريب داخل الكثير من الأسر السودانية أمام ( تسونامي ) الإنهيار الأخلاقي الجارف والذي حتما سيكون أول ضحاياه هم أبناء الأسر التي تخلت عن مسؤوليتها تجاه تربية أبنائها.
الحكومة لا توزع على المواطنين هواتف الجيل الثالث الذكية والتي يحملها الشباب والطلاب والصغار والكبار في بلدنا الفقيرة والتي نشكو فيها من ضيق الحال .. لكن رصيد الهاتف الذكي يصبح أهم من ( حق الفطور) في هذا السودان ، والهاتف الذكي المحمول يوصلك سريعا للمعلومات التي ربما تحميك من هذه البلاوي ولكن في نفس الوقت يوصلك وفي غمضة عين لكل بلاوي الدنيا فتكون تربية حامل الهاتف الذكي هي الضابط الوحيد لنوع الإستخدام .. حتى حكاية حجب المواقع الإباحية في السودان بصورته المطبقة أصبح إجراءا( هشا) بمنظور أهل التقنيات..
وفي ظل تخلي الكثير من أولياء الأسر السودانية عن دورهم في مراقبة وتربية أبنائهم فإن هذه الحادثة لا تعدو عن كونها عبرة للكثيرين بأن يتجنبوا فقط ( الدقسة ) وأن يستخدموا لائحة خاصة بهم تقول ( ممنوع إصطحاب الهواتف ) معهم حين يكون لديهم نية لهذا الفعل المشين ..ولا تتوقعوا أن يؤثر هذا الحدث في الشخص عديم التربية بأن يكون سببا في الإبتعاد عن هذه الأفعال لأن أرضية السير في الطريق القويم غير موجودة .. تلك الأرضية يتم وضعها وتأسيسها بواسطة الأسرة تربية واقتداءا ولا تأتي بالصدفة أبدا ولا تقوى تربية الصدفة وقارعة الطريق على مواجهة هذا السيل الثقافي الجارف ..
الحادثة ليست معزولة عن الواقع والحقيقة أن هناك عشرات الفيديوهات الجنسية التي ظهرت فيها صور شباب وشابات سودانيات في أوضاع جنسية ويتم تداولها على الواتساب وفيديوهات أخرى ربما يقول قائل إنها أخف وطأة لكنها فاضحة جدا ويتم تداولها حتى على اليوتيوب مثل فيديو لمجموعة من الشباب والشابات يرقصون (Slow Dance) بشكل فاضح على أنغام موسيقى غربية في رحلة على باخرة نيلية أو ماشابه تقريبا وكل شابة (ساقطة) منهن مرتمية في حضن مراقصها (الخائب) ..
والخطير في هذا الفيديو أن الجميع يعلمون أن هناك تصوير ويحتفون بعدسة الكاميرا حين تمر بجوارهم فيعدلوا إرتمائهم في الأحضان بما يحقق شروط الرقصة بحذافيرها وهم يضحكون ..
سودانيات والله .. وسودانيين حين تشاهدهم تصاب بحالة من الخوف على مجتمعنا السوداني وعلى الحياء السوداني الموروث الذي كان يمثل علامة بارزة تميز بنات السودان الشريفات العفيفات بنات الناس ..
ليس مطلوب منكم أيها الأباء المنشغلين بعملكم أن تبتكروا شيئا من عندكم أو تجتهدوا كثيرا في تربية أبنائكم فكل المطلوب منكم فقط أن تورثوهم التربية السودانية الأصيلة فهي وحدها كتاب جامع ومتنوع المشارب ومتسق مع أصول التربية والأخلاق ..
مطلوب منكم فقط تربيتهم على الطريقة السودانية بشكل حاسم ، فتربيتنا السودانية الموروثة تربية سمحة ولن يصيبهم بعدها مكروه إن شاء الله .
جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي