سعد الدين إبراهيم

ثنائي من حلتنا


[JUSTIFY]
ثنائي من حلتنا

«شراني» و«طيباني» من نجوم الحلة.. واللقب يوحي بسلوك كل منهما.. ظل عم «شراني» لا يقول في أي شخص كلاماً طيباً.. رغم أنه سيد الدكان.. فما أن تقول له فلان حتى يمطره بوابل من الصفات والنعوت تقول له مثلاً.. حاج صالح يقول لك: الراجل الضلالي مالو؟ أو تقول له حاجه محاسن ويقول لك: السنيحة الكريهة مالها.. وما أن يمر أي فرد من أفراد الحلة.. حتى يمطره بوابل من النعوت والصفات.. يخرج أستاذ حسن مسرعاً يقول: عاين لي جاري يحصل الدروس الخصوصية.. أصلو ما بعمل حاجة لله.. حليل زمن المدرسين الجد.. يخرج صلاح بعربته ضاحكاً: فيقول يضحك ساكت ما لاقف .. هسع دي العمارة والعربية ديل جابن من وين؟ تخرج الموظفه فايزه فيقول: خلاص مرقت للانطلاقة.. وما تجي إلا انصاص الليالي وأمها وأبوها ماجايبين خبرا..

بالمقابل تجد تعليقات حاجة «طيبانة» عكسه تماماً.. فتقول عن حاج صالح: الله يديهو العافية البحس بي حسس الناس.. وتقول عن حاجة محاسن: والله مره بي عشرة رجال.. أريت النسوان لي حدهن زيها.. فتقول عن أستاذ حسن: الله يديهو الفي مرادو تعبان يقري في الأولاد والبنات ليلو ونهارو.. وعن صلاح تقول: ربنا يزيدو العديل.. حجج امو وابوهو.. ومريحن راحه كامله أريتو ود السرور.. وتقول عن فايزة: الله يحفظا العديلة.. شغاله ليلها ونهارا.. عشان تحسن حال أسرتا .. وشتان مابينهما من مضخات واحدة للشر وأخرى للخير..

ذهبت لحاج شراني اشتري بعض الحاجيات فجاء متسول كبير في السن فصرفه في جلافة.. فقلت له: ياحاج أما السائل فلا تنهر.. فيقول: أديهو قروش عشان يمشي يسكر بيهن.. أقول له حرام عليك عرفتو كيف سكرجي.. يقول: ما من شكلو ده.. عيونو محمرات ظاهر عليهو سكرجي.. أنحنه كان ما متنا ما شقينا المقابر.. أعرج على حاجة طيبانه التي تمنح المتسول رغم ما بها من خصاصة وتدعو له إن شاء الله ربنا يغنيك وبدل تشيل تدي..

حتى الأطفال لا يسلمون من لسان شراني.. إذا كان الولد بديناً قال عنه شوفوا عامل كيف زي البطة ياكل ساكت.. وتلقا بليد زي أبوهو.. وإذا كان الطفل نحيفاً عاين ليو القشه أم روح ضعيف، الهوا يشيلوا وأمو سمينة وأبوهو صحتو كويسه ياكلو ساكت وما جيبين خبر الولد..حاجة طيبانه تقول عن الولد البدين ما شاء الله صلاة النبي أهلو مربينو.. الله يديهن العافية.. الزول غير جناهو عندو شنو في الدنيا دي.. وعن الطفلة الضعيفة تقول: حلاتا يا بنات أمي.. أنا بودي ليها مديدة حلبة عشان تسمن شوية البت كملانة من لحم الدنيا وأمها ما مقصرة..

قلت هما نموذجان بالضرورة لا بد أن يكونا موجودين لتتم الثنائية.. الخير والشر.. الطيب والكعب.. الجميل والقبيح.. لكن قلت لا نسأل الناس نسأل الظروف.. قد يكون لكل أسبابه.. وحياة كل منهما هي التي تحدد مساره .. وتذكرت قول الحطيئه: لو كنت أحسن حظاً لكنت أقل هجاءً..
[/JUSTIFY]

الصباح..رباح – آخر لحظة
[EMAIL]akhirlahzasd@yahoo.com[/EMAIL]